كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

المطلب الرابع: شخصيته
الشخصية في علم النفس الحديث تعني جميعَ الصفات الجسمية
والوجدانية، والخلقية، والعقلية التي تتفاعل مع بعضها بعضاً لتكؤَن طبيعة
الإنسان ونفسيته. وقد تمتع الشيخ عبدالوهاب خلاف بشخصية محبّبة
وجذابة، تنفذ إلى قلوب الاخرين بكل تقدير واحترام وإجلال، يملأُ النفس
والعين والقلب. كما قال تلميذُه النجيب الشيخ محمد أبو زهرة: "لقد كان
رحمه اللّه ملءَ النفس، وملءَ العين، وملءَ القلب، ولقد عاشرته أكثر من
عشرين عاماً فما رأيتُ منه جفوةً في لقاء، ولا غضباً في خلاف، ولا إسفافاً
في معاملة، بل كان رضي اللّه عنه عَفَّ اللسان، سمجَ الوجه، يتجه دائماً
إلى معالي الا! وال والأفعال، ويتجنّب سفسافها، وله مروءة وكرامة " (1).
وهي شخصية جديرة بالتنويه كما قال زميله في أيام الشباب الدكتور
منصور فهمي: "ولا شكَّ انَّ الاستاذ خلاّف، وقد عرفته من عدة نواح: من
صدإقة جمعتنا في أيام الشباب، ومن صلة ارتبطنا بها في ناحية من نواحي
العلم في مجمع اللغة العربية. وفيما قرأتُ له، وما كان يقرأ له كثير،
وما كان يسمع له أكثر، كل هذا يجعلُ من شخصية الفقيد شخصيةً جديرةً
دإئماً بالتنويه الذي يذكِّر الناس، ويثير في أنفسهم بعض العظمة الروحية،
والخلق التي كانت أمثال الفقيد" (2).
وهي شخصية ترشج بالهيبة والوقار كما وصفها الشيخ الدكتور حسن
عيسى عبد الظاهر (3).
(1)
(2)
(3)
كلمة الشيخ محمد أبو زهرة في الشيخ خلاف، لوإء الإسلام (فبرإير
1956 م)، عدد (11)، ص: 690.
كلمة منصور فهمي عن الشيخ خلاف في ندوة مجلة لواء الإسلام (فبراير
1956 م)، عدد (11)، ص: 706.
مقإبلة شخصية مع الدكتور حسن عيسى عبد الظاهر.

الصفحة 45