كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

هذه الشخصية تستند إلى مقومات أساسية، وهي المواهب التي أودعها
اللّه فيه: كالذكاء، وسرعة البديهة، والوفرة في العلم، وصفاته الجسمية،
واخلاف الرفيعة ال! عالي! على سفساف الأمور، ومواقفه الشجاعة. ولما
كنت قد خصّصت مطلباً خاصاً لمكانته العلمية فسوف أؤجّل الحديثَ عن
المقوم الثاني للشخصية، وهو الوفرة في العلم إلى ذلك المطلب. ولذا
سيشتمل هذا المطلب على النقاط التالية وهي: (1) - مواهبه (2) - صفاته
ادى! ة (3) - أخلاف (4) -مواقفه وفيما يلي بيان ذلك:
أولاً - مواهبه: أوتي الشيخ عبد الوهاب خلاّف رحمه اللّه مواهب متعددة
ساعدت على أن يحتلَّ مكانة مرموقة في أوساط الناس، على جميع
المستويات من علماء وطلاب علم وعامة الناس، كما ساعدته تلك المواهب
ان يتبوأ أشرف الوظائف من تدريس جامعي وقضاء وإرشاد وتوجيه وغير
ذلك. كما قال الشيخ محمود شلتوت "وإذا كانت المواهبُ الفذّة لا تقفُ
بصاحبها عند دائرة معينة من العمل، فقد رؤي مرة ثالثة أن تمتدّ مواهبُ
الأستاذ خلاّف إلى جهاز الإرشاد العام، وهو المسجد الذي يعلّق الإسلام
على قوته أهميةً عظمى في تهذيب العامة وتثقيفها" (1). وفيما يلي بيانٌ لبعض
هذ 5 المواهب:
أ - الذى ء: ىن الثيخ خلاف رحمه اللّه يتمتّع بذكاء حاد مكنه من حفط
العلم واستثمار 5 في التوجيه والتثقيف والتعليم، يتّجه دائماً إلى العلم النافع
والخواطر الذكية، ومعالي الأقوال والأفعال. يقول الدكتور محمد رجب
البيومي: "والحق ان الرجل كان متعدد الآفاق، وله نظراء يماثلونه في
اتجاهه الفكري وتأليفه التشريعي، ولكن ميزته الأولى - من بينهم - وضوح
أسلوبه الشفاف إذا تحدث في مسائل التشريع، والتماع خواطره الذكية إذا
(1)
كلمة الشيخ شلتوت في حفل تأبين الشيخ خلاف الذي أقامه مجمع اللغة
العربية، مجلة المجمع الجزء الثاني عشر، ص: 228.

الصفحة 46