كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

أفاض في محاضراته عن التوجيهات الخُلقية في الإسلام " (1).
وقال الأستاذ محمد البنا بمناسبة وفاة الشيخ خلاف في ندوة مجلة "لواء
الاسلام ": "ومهما نسيتُ فلن أنسى مقامه الجليل في هذه الندوة، إذ كان
يتحدّث فيها بعقل راجج، وأناة في الأداء، وإصابة للهدف قلما يخطى، مع
أدب في الجدل، وإنصاف للحق " (2).
ب - الذاكرة القوية: رزق الشيخ عبد الوهاب خلاف ذاكرة قوية مكنته من
حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وحفظ الكثير من مسانيد السنة النبوية.
وحفط قواعد العلوم الشرعية والعربية والقانونية. وقد ترتب على ذلك تحويلُ
المجالس العلمية إلى مجالس جادة يفيضُ عليها من ذاكرته بآراء علمية عميقة
تأتيه عفوًا دون تفكير فيها. لذلك كان يحرصُ على حضور هذه المجالس،
ويقبل على المتسامرين في شوق، وكأنّه يدعى إلى حفلة عرس.
نقل الدكتور محمد رجب بيومي عن أحد تلاميذ خلاف قوله: "إنّ
مجالسه العلمية وإن جرت مجرى السمر الشهي كانت تتيحُ له أن يفيض على
البديهة بآراء ذات عمق تأتيه عفواً دون أن يفكر فيها من قبلُ. لذلك كان
يحرصُ على هذه المجالس، ويقبل على المتسامرين في شوقي، وكأنه
يدعى إلى حفلة عرس " (3).
وقال الأستاذ أحمد حمزة صاحب امتياز مجلة "لواء الإسلام " بعد وفاة
الشيخ: "كان يساهم رحمه اللّه بنصيب موفور في ندوتنا من وقت قيامها ببيانه
الرائع، وتفكيره العميق، وعلمه الفياض، ورأيه المستقل " (4).
(1)
(2)
(3)
(4)
النهضة الإسلامية للبيومي 5/ 214.
كلمة الأستاذ محمد البنا في ندوة مجلة لواء الإسلام (فبراير 1956)،
عدد (11)، ص: 705.
النهضة الإسلامية للبيومي 5/ 222.
كلمة الأستاذ أحمد حمزة في ندوة لوإء الإسلام بعد وفاة الشيخ خلاف،
(فبراير 1956 م)، عدد (11)، ص: 704.
47

الصفحة 47