كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

وقال الشيخ محمد أبو زهرة: "واما أحاديثه الخاصة فنوع من السحر:
افقٌ واسع، وعلمٌ فياض، وأخذٌ بأفانين القول وشجونه، حتى إ ن
المستمعين إليه في احاديثه الخاصة يتبرمون بكل مَنْ يقاطعه او بكل من يتكلم
ويمنعه من استئناف القول، وأشهد أني ما سمعتُ في الشيوخ أظرفَ حديثاً،
ولا أملك بفنون حديث واعلم بمداخل النفوس من الأستاذ خلاّف، وكان
الحديث الحلو فن في ذاته عنده " (1).
كما ظهر ذلك في بحوثه وكتبه الفياضة، كما يقول الأستاذ محمد
أبو زهرة: "كان أستاذنا الجليل الذي فقدناه قوة للشريعة بشخصه المهيب،
وبيانه الرائع، وأحاديثه العذبة، وكتاباته السهلة، وبحوثه الفياضة " (2).
وكان رحمه اللّه في محاضراته لا يحمل كتاباً ولا ورقة، هانّما يلقي
محاضراته في الفقه والتفسير وأصول الفقه من ذاكرته (3).
! - الخطابة: رزق الشيخ خلاف رحمه اللّه موهبةَ الخطابة في الناس،
وترغيبهم فيما ينفعهم من امور معاشهم ومعادهم، وساعده على ذلك جمال
الأسلوب وجمال الصوت. وقد برزت هذ 5 الموهبة في ثورة (9 91 1 م) التي
شارك فيها بفاعلية. كما قال الأستاذ محمد عزت الطهطاوي: "اشترك في
ثورة (1919 م) فبرزت مواهبه الخطابية والكتابية " (4). وقال أيضاً: "فقد
رز! تى إلى جمال الأسلوب جمال الصوت، فكان إلقاؤه شائقاً رائقاً يجذب إليه
الأسماع حتى ليودّ سامعه ألاّ يسكت (ْ) ".
وقال الشيخ محمد أبو زهرة في وصف إلقائه: " أما إلقاؤه فنوعٌ من الإلقاء
هو نسيج وحده، يستمع إليه السامع، فلا يحسُّ فيه تكلفاً، ولكنه يحس رنة
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
كلمة الشيخ أبو زهرة في الشيخ خلاف، مجلة لواء الإسلام السابقة.
المرجع السابق.
أفاد بذلك الدكتور حسن عيسى عبد الظاهر في المقابلة الشخصية معه.
علماء ورواد لمحمد عزت الطهطاوي ص: 4 4 1.
المرجع السابق.
48

الصفحة 48