كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

عذبة عميقة لها صدًى في النفس، ويحسُّ في نغماته الإلقائية تصويرأ للمعاني
من غير أن يحسَّ أن المتكلم غيّر او بدل في صوته، وإني مع طول العشرة
ودوام المحادثة كنت إذا فتحت المذياع وسمعته أحسُّ برغبةٍ شديدةٍ في
الإنصات، وكأني أسمع صوتاً جديدأ لم أسمعه، وأحياناً كنت أؤخر عملاً
مطلوباً لأتم الاستمتاع لحلاوة الحديث وجمال الإلقاء الذي لا تكلف فيه،
وسماع صوت ليس باللين وليس بالخشن " (1).
وقد حظيت احاديثه الإذاعية باهتمام بعض إذاعات الدول العربية:
كالعراق، حيث ظلت أحاديثه تذاع فيها حتى بعد وفاته. كما ذكر الدكتور
عمر عبد العزيز الشليخاني: "إني سمعتها من إذاعة العراق، وأنا صغير
السن، وكان المخرج يذكر ان هذا الحديث من إعداد الشيخ عبد الوهاب
خلاف رحمه اللّه وإلقائه " (2).
د - الكتابة وجمال الأسلوب: رزق الشيخ خلاف رحمه اللّه موهبةَ الكتابة
والبيان العربي بأسلوب سهل رصين جميل. يقول الشيخ محمد أبو زهرة:
"وما فقدَه فيه البيان العربي، فقد انصرف رحمه اللّه إلى الدراسات الإسلامية
يبحث في ذخائرها، وينقب في دفائنها، ويكتب ويبين في أسلوب سهل
رصين، فكان رحمه اللّه لا يستوعر ولا يستوحش، بل يتخير المعنى السهل
المألوف القريب المعروف، وما لا يكون قريبأ في ذاته يسهله ويؤنسه، حتى
يصيرَ بيّناً مكشوفاً، وكان يختار من الأساليب أقربها إلى الاذهان،
وأوضحها في البيان، واحسنها جرساً في الاذان، حتى كان أسلوبُه البياني
يعدُّ بحق من السهل الممتنع " (3).
وقال الاستاذ محمد البنا في موهبة الكتابة عند الشيخ خلاف رحمه اللّه:
(1)
(2)
(3)
كلمة الشيخ أبو زهرة في الشيخ خلاف، مجلة لواء الإسلام السابقة.
مقابلة شخصية مع الدكتور عمر عبد العزيز حول حياة الشيخ خلاف وآثاره في
علم أصول الفقه.
كلمة الشيخ محمد أبو زهرة في الشيخ خلاف، مجلة لواء الإسلام السابقة.

الصفحة 49