المقدمة
الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام الفقهاء
المجتهدين، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.
بعد أن انتهيتُ من الترجمة لكلٍّ من الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدِّد،
والشيخ محمد أبو زهرة الفقيه الشجاع في الحق (1) لابدَّ من الترجمة لثالث
ثلاثة من العلماء الأجلاء عند طلاب كلية الحقوق بجامعة القاهرة العريقة،
وهو الشيخ عبد الوهاب خلاّف رحمه اللّه تعالى وأسكنه فسيج جنانه، فقد
كان اولَ الثلاثة الذين لاقوا ربهم، كما قال الدكتور كمال أبو المجد: "لقد
كان الشيخ محمد أبو زهرة عند طلاب كلية الحقوق ثالث ثلاثة من العلماء
الأجلاّء، سبقهم اولهم إلى ربه منذ سنوات وهو الشيخ عبد الوهاب خلاّف
رحمه اللّه، ثم لحق به صاحبُه أبو زهرة منذ ايام، ولا يزال يحمِلُ اللواء
بعدهما واسطةُ العقد أستاذنا الجليل علي الخفيف مدَّ اللّه في عمره، ومتعه
بالعافية " (2).
فإذا كان الشيخ محمد أبو زهرة قد حظي بعدة باحثين يدرسون حياته،
ويكتبون فيها الكتبَ والرسائل العلمية، فإنَّ الشيخ عبد الوهاب خلاف لم
يحطَ بايِّ باحث يدرس جوانبَ حياته الشخصية والعلمية، ويكتب عنها كتاباً
مستقلأ أو رسالة علمية. وكل ما جاء عن حياته مقالات قليلة نشرت في
(1)
(2)
وقد نشرا في هذه السلسلة في دار القلم بدمشق.
مقابلة أجراها أبو بكر عبد الرازق مع أبو المجد (أبو زهرة في رأي علماء
عصره 233/ 2).