المجلات الشهرية والصحف اليومية منذ فترة طويلة؟ يصعبُ الحصول عليها.
هذا بالإضافة إلى وجود شذرات عن حياته أشار إليها في بعض كتبه وأبحاثه
ومقالاته. فعقدتُ العزم على الحصول على تلك المقالات، فانتقلت من بلدٍ
إلى بلدٍ، وراسلتُ بعض الأصحاب للحصول عليها، وعانيتُ في سبيل
الوصول إليها معاناةً شديدةً.
ولم أقف عند هذا الحد، وإنّما عكفت على كتبه وابحاثه ومقالاته
فقراتُها، واستخرجتُ ما فيها من شذرات واَراء علمية تعينُ في رسم صورة
جلية عن حياته، وتعرّف بكل إنتاج من إنتاجه العلمي في المجالات المختلفة
من فقه وأصولٍ. فوجدته دقيقاً في فكره، عميقاً في بحوثه، مشرقاً في
اَماله، سلساً مبيناً في التعبير عن علمه الذي دوَّنه في كتبه وبحوثه ومقالاته.
هذا بالإضافة إلى أنّه عَذْبُ الحديث، جميلُ الإلقاء، سمجُ الوجه عند
اللقاء، عَفُّ اللسان، يملِكُ نفسَه عند الغضب، كما شهد بذلك تلاميذه
الذين تلقوا العلم على يديه مثل الشيخ محمد أبو زهرة (1).
كما أنني وجدت إنتاجه العلمي لم يقتصر على مجال واحد، وإنّما تعدى
ذلك إلى مجالات متعددة. ففي مجال تفسير القراَن الكريم: فسر بعض
السورالقصيرة، ومقدمات كل من سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة
النساء. وفي مجال أصول الفقه كتب: عدة كتب وأبحاث مثل علم أصول
الفقه، ومصادر التشريع فيما لا نصّ فيه، والاجتهاد بالرأي، والاهلية
وعوارضها وغير ذلك. وفي مجال الفقه الإسلامي: كتب في الأحوال
الشخصية والسياسة الشرعية، وأحكام الوقف وقضايا المعاملات المالية
المعاصرة وغير ذلك.
وقد تمثلتْ نتيجةُ هذا البحث المضني والممتع في هذا الكتاب الذي
تضمّن فصلين وخاتمة.
(1)
مقال الشيخ أبو زهرة في الشيخ عبد الوهاب خلاف، لواء الإسلام س 9،
ع أ أ، ص: 690.