ثالثاً - الجهات العلمية التي كرمته وحرصت على الاستفادة منه: نظراً
للمكانة العلمية التي احتلها الشيخ عبد الوهاب خلاّف رحمه اللّه حرصت
الجهات العلمية على تكريمه والاستفادة منه ومن هذه الجهات:
1 - جامعة القاهرة: حرصت الجامعة على الإفادة من كفايته وخبرته،
فظلَّ يشغل منصب الأستاذ الأول للشريعة الإسلامية حتى أحيلَ إلى المعاش
سنة (1948 م)، وبعد إحالته إلى المعاش ظل يعمل فيها كأستاذ غير متفرِّغٍ
إلى انْ أقعدَه المرض سنة (1956 م) (1). وأطلقت الجامعةُ اسمه على قاعة
من قاعاتها.
وقد أرسلته الجامعة أكثر من مرة إلى الأقطار العربية الشقيقة للإطلاع على
بعض المخطوطات النادرة، فكان سفيراً ناجحاً لمصر في كل مكان. ولما
زار السودان في شتاء (1946 م) ألقى في النادي المصري عدة محاضرات
تركت أثرأ كبيراً وطيباً في نفوس أبناء السودان الشقيق (2).
2 - مجمع اللغة العربية بالقاهرة: حرص مجمع اللغة العربية بالقاهرة على
الاستفادة من علمه في اللغة العربية والشريعة الإسلامية، فعيّنه عضواً فيه
سنة (1946 م) ضمن عشرة أعضاء جدد من المصريين وهم: عبد الرزاق
السنهوري "! ابراهيم مدكور، وعبد الوهاب عزام، وزير المهندس،
وأحمد زكي، ومحمود شلتوت، ومحمد شرف، ومصطفى نظيف،
ومحمد فريد أبو حديد، وعبد الوهاب خلاف. وقد تولّى الدكتور أحمد
أمين باسم المجمع إستقبالهم، وأطلق عليهم "العشرة الطيبة " (3).
وكان رحمه اللّه عضواً فاعلاً في المجمع، يفيضُ بالحيوية والنشاط كما
قال زميله الشيخ محمود شلتوت: "زاملناه في هذا المجمع حيناً من الدهر،
فكان أينما كان مشرقاً، ترسل شمسه أشعتها الوضاءة الهانئة على العيون
(2)
(3)
عمإلقة ورواد لأنور حجازي ص: 289.
من العلماء الرواد لمحمد عزت الطهطاوي ص: 4 4 1.
مع الخالدين لإبراهيم مدكور ص: 48.
85