المطلب الثامن: مرضه ووفاته، وثناء العلماء عليه
اصيب الشيخ عبد الوهاب خلاف بمرض أقعده عن إلقاء المحاضرات في
آخر حياته كما قال هو في حفل تأبين الأستاذ أحمد أمين الذي اقامه مجمع
اللغة العربية بالقاهرة: "لقد سهرتُ معه قبل الردى بليلة (توفي في
30/ 5/ 1954 م)، وتحدّثنا في موضوعات شتى، وللأسف كانت كلها عن
الأمراض وأعراضها، وتعلمون الدنيا سلسلةَ متاعب، والناسُ فيها عليل
يتسلّى بعليل، وهو مجموعةُ هموم تلتقي بهموم، ولما عزّيته عن هذا بأنه
إن كان متعبأ جسمياً فإنّ عقله سليم. قال: إنّ هذا من أسباب متاعبي، قوة
عقلية تريدُ أن تعمل وتنتج، ولكني لا أجد جسماً مادياً يعينني على هذا
الإنتا! " (1).
وقد ظلّ الشيخ عبد الوهاب خلاف رحمه الله صابراً على ما أصابه من
مرضيى، وأقعده عن الإنتاج العلمي إلى أن توفي يوم الجمعة (7) من شهر
جمادى الاَخرة عام 1375 هالموافق (20/ 1956/1 م) عن ثمان وستين
سنة قضاها في التأليف والتدريس والإصلاح الاجتماعي، والعمل الدائب
لخير الإسلام والمسلمين، وشُيع جثمانه الطاهر إلى مقر 5 الأخير بمقابر
الغفير بالقاهرة، تغمد 5 اللّه بواسع رحمته، واسكنه فسيح جناته (2).
ولمّا اُذيعَ نبأ وفاته رحمه اللّه بكا 5 أصحابه وعارفوه، واثنوا عليه ثناء
عاطراً. فقال الأستاذ أحمد حمزة صاحب امتياز مجلة " لواء الإسلام ": " إنّه
يعزُّ علينا أن نبدا الندوة الليلة وقد خلا مكان عَلَمٍ منْ أعلامها، ذلكم هو
الاشتاذ الكبير الشيخ عبد الوهاب خلاّف. لقد ساهم الفقيد العظيم بعلمه
الغزير وقلمه الرفيع، وبحوثه الفياضة في "لواء الإسلام " منذ نشأتها إلى ا ن
(1)
(2)
كلمة الشيخ خلاف في الاستاذ أحمد أمين، مجلة مجمع اللغة العربية
بالقاهرة 12/ 249.
النهضة الإسلامية للبيومي 5/ 213.