حجبه المرضُ عنا، ثم اختار 5 اللّه من بيننا، كما كان يساهم رحمه اللّه بنصيب
موفور في ندوتنا من وقت قيامها ببيانه الرائع، وتفكيره العميق، وعلمه
الفياض، ورأيه المستقل.
لقد زامل الفقيد الكبير أسرة هذه المجلة منذ إنشائها، وإرساء دعائمها،
فإذا بكيناه اليوم فإنما نبكي العالم الفاضل المهيب الوقور، نبكي اخاً كريماً،
وعالماً عظيماً، حلو الشمائل، رفيع الخلق، كريم السجايا، طيب
اللسان. . رحمه اللّه رحمة واسعة، وأثابه عما عمل من خدمة للدين ودفع
للشبهات عنه، وعوض الإسلام خيراً، وألهم ذويه وأصدقاءه وعارفي فضله
الصبر، إنه نعم المولى ونعم النصير" (1).
وقال الأستاذ محمد البنا: "اختار اللّه لجواره الأستاذ الجليل عبد الوهاب
خلاّف، وبذلك انتهت أيامه في هذه الدنيا، ولكن الذكر هو العمر الثاني
للإنسان، وإنّ له بيننا لذكراً حميدأ، وأثراً حسناً. . أسألُ اللّه تعالى ان يتقبّل
منه صالح أعماله، ويتجاوز عن سيئاته، وينضّر وجهه يوم تبيض وجوه
المؤمنين من عباد اللّه، وأن ينشرَ له من رحمته ورضاه، ويجعل الجنة
(2)
مستمر 5 ومثواه ".
وقال الأستاذ محمد أبو زهرة: "ليست هذه الندوة تتسع لمآثر الأستاذ
عبد الوهاب خلاّف، وإنّ مآثر 5 خالدات. . ولكن لا بدّ من كلمة هي كدمعة
وفاء: إنّ الذي نتألم له هو ان المكان يفرغ من العالم فلا نجد من يملؤ 5، لقد
كثر اسم العلماء، ولكن قل العاملون. . لقد خدم الأستاذ خلاّف الشريعة
الإسلامية خدمة بقلمه وبمحاضراته، وبأحاديثه، خدمها بشيء اخر، وهو
شخصيته المهيبة الوقورة رحمه اللّه وأثابه عما عمل " (3).
(1) كلمة أحمد حمزة في ندوة مجلة لوإء الإسلام، س (9) (فبراير 1956 م)،
(2)
(3)
ص: 704.
كلمة محمد البنا في المجلة السابقة.
كلمة محمد أبو زهرة في المجلة السابقة.
91