كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

الشرعي للقضية المطروحة، إمّا بردّه إلى مظانّه في مخزون الفقه، أ و
بالاستنباط من الأدلّة الشرعية أو القواعد الكلية ".
وهي تحصلُ للفقيه بتحقق مقوماتها: من استعداد عقلي وروحي
وشخصي للفقيه، ومنهاج أصيل يقوم على حفظ القرآن الكريم، ومعرفة
السنة النبوية، ومعرفة مواطن الإجماع والاختلاف في الفقه الإسلامي،
ومعرفة أصول الفقه، واللغة العربية، والعلم بمقاصد الشريعة الإسلامية،
وفهم الواقع بما فيه من تغيّرات وتطوّرات، ومدرّس حاذق يشرِفُ على
مرحلة التلقي (1).
ثانياً - مكونات الملكة الفقهية عند الشيخ خلاّف: الناظر في شخصية
الشيخ عبد الوهاب خلاف وحياته العلمية يجد أنّ جميع المقوّمات السابقة
للملكة الفقهية قد تحققت فيه. فهو ذكي قوي المدارك، يعرف مقتضى
الكلام ومعناه كما وصفه الشيخ محمد أبو زهرة (2). وحفظ القراَن الكريم في
وقت مبكر، وحاز الكثيرَ من السنة النبوية، وتضلّع في اللغة العربية، كما
بينتُ في مكانته العلمية، واتقن علم اصول الفقه، وألف فيه العديد من
الكتب والأبحاث العلمية والمقالات المركزة، ومن ذلك كتابيه " علم أصول
الفقه "، و" مصادر التشريع الإسلامي فيما لا نص فيه"، و" القواعد الأصولية
واللغوية التي تطبق في فهم الأحكام من نصوصها"، و"مصادر التشريع مرنةٌ
تساير مصالح الناس وتطورهم "، و"تفسير النصوص القانونية وتأويلها،،
و"الاجتهاد بالرآي"، و"النسيان والخطا وأثرهما في الأحكام "، و"في
اختلاف الأئمة وأسبابه ".
وتمكن رحمه اللّه من علم الفقه بما فيه من مواطن الإجماع والإتفاق،
والاختلاف، وكتب عدة كتب فيه ومن ذلك "أحكام الأحوال الشخصية"
(1)
(2)
تكوين الملكة الفقهية للمؤلف ص: 58 - 87.
كلمة الشيخ أبوزهرة في ندوة مجلة لواء الإسلام، س (9) (فبراير
1956 م)،ع (11)،ص:705.
94

الصفحة 94