و"احكام الوقف "، و"الإسلام والمعاملات " وغير ذلك، وقد أضاف رحمه
اللّه إلى علم فقه القانون بعض علوم عصره من إدارة واجتماع وتربية.
وهو رحمه اللّه ملم بأحداث عصره يعي ما يدور حوله، ويطالعُ ما يجدُّ
من النظرات الاجتماعية، وما تفيض به الصحف من إصلاحات اجتماعية
وسياسية في الداخل والخارج كما قال الدكتور محمد رجب البيومي: "لقد
كان الأستاذ خلاّف يعيش أحداث عصر 5 عيشَ الواعي اليقظ الدؤوب، فهو
يطالِعُ ما يجدُّ من النظرات الاجتماعية والأصول القانونية، وما تفيض فيه
الصحف من إصلاحات اجتماعية وسياسية حدثت في اوربة، وبهرت الناس
بما انتهت إليه، يطالع ذلك كله، فلا ينكل عن أن يبديَ رأي الإسلام فيما
جَدَّ، يبديه مدعماً بالدليل " (1). وهو رحمه اللّه ممن حظي في مرحلة التفقه
وتكوين الملكة الفقهية بعدد وافر من الأساتذة الذين اشتهروا بالديانة والتمكن
من الفقه امثال الشيخ أحمد إبراهيم بك، والشيخ محمد الخضري،
والأستاذ محمد عاطف بركات.
المطلب الثاني
منهج الشيخ خلاف في الفقه
اتبع الشيخ عبد الوهاب خلاف رحمه اللّه في فقهه منهجاً علمياً واضجَ
المعالم، ينطلق من قول الإمام الشافعي: "كل ما نزل بمسلم فلله فيه حكم،
وعلى الحق فيه دلالة، وعلى المسلم إذا كان فيما نزل به حكم دلّه بعينه اتباع
حكم اللّه، وإذا لم يكن فيه حكمٌ للّه بعينه فعليه الاجتهاد بالقياس " (2).
ويتحدد هذا المنهج في النقاط التالية:
اولاً - الاعتماد على النصوص من القراَن والسنة والإجماع: صرح الشيخ
عبد الوهاب خلاف في أكثر من موضع بأن القران والسنة والإجماع هي
(1)
(2)
النهضة الإسلامية للبيومي 5/ 216.
الرسالة للشافعي ص: 477.
95