كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

المرجعية الأولى للفقه، فاذا حدثت واقعة للمسلم، واراد معرفةَ الحكم
الشرعي اتجه أول ما اتجه إلى القرآن الكريم، فاذا وجد فيه حكمَ به، كما
كان يفعل الرسول ع! يِدّ في فقهه كما قال الشيخ خلاف: "كان رسول اللّه! و إذا
استفتي او سُئِلَ، أو عرضت عليه خصومة ليقضي فيها اتجه إلى الوحي
الإلهي، فإذا أوحي إليه بحكم ما: استفتي فيه أو سئل عنه او عرض عليه من
الخصومات حكم به، كما يدل على هذا قوله سبحانه: "! يَمخلُونَكَ عَفِ
أئخَقرِ وَاَتمَيسر قُل فِيهِمَآ إِثم! بِهل! وَمَنَفِعُ لِلنَّاسِ وَإثمُهُمَآ أَتحبَرُ مِن ئمعِهِما"
أ البقرة: 219،، وقوله تعالى: " وَلمجمتتَفتُونَكَ فِى ألنِسَذ قُلِ اَدلَّهُ يُفتِي! خ
فِيهِنَّ! أ النساء: 127،" (1).
وإن لم يجد في القراَن الكريم اتجه إلى السنة النبوية، فإذا وجد فيها نصّاً
حكم بمقتضاه، كما قال الشيخ خلاف: "فإذا حدثت واقعة لأي مسلم ودلّ
نص! في القراَن والسنة على حكمها وجب تطبيقُ النصِّ واتباعه " (2).
وعلى المجتهد أن يبذل الجهد في فهم النص الشرعي بجميع طردتى
الدلالة؟ لأن دلالته ليست قاصرة على ما يفهم من صيغته وعبارته، فقد يدل
ايضاً على معنى بطريق الإشارة او الدلالة او الاقتضاء كما قال الشيخ خلاف:
"النصنُ الشرعي يستدل به على ما يفهم من عبارته أو إشارته أو دلالته ا و
اقتضائه. . ومعنى ذلك أنَّ النص الشرعي من آي القران واحاديث الرسول ع! يِوّ
ليست دلالته قاصرةً على ما يفهم من صيغته وعبارته؟ لأنه قد يدل ايضاً على
معنى بطريق الإشارة أو الدلالة أو الاقتضاء. فتكون كل المعاني من مدلولات
النص، ويكون النص دليلاً وحجة على كلِّ معنى منها؟ لأنَّ المكلف بنص
قانوني مكلف بكل ما يدل عليه هذا النص بأي طريق من طردتى الدلالة المقررة
(1)
(2)
خطة الرسول ع! يب في تشريعه لخلاف، مجلة لواء الإسلام، س (4)،
(1950 م)،ع (7)، ص: 499.
مصادر التشريع مرنة لخلاف، مجلة القانون والاقتصاد، (945 1 م) العددان
(5، 5)، ص: 1 25.
96

الصفحة 96