مصطفئ كمالط اتاتورك. إنّ هؤلاء الزعماء المسلمين العصريين لعبوا
دور الخَوَنة في بلادهم، إذ أرادوا القيام بحملة للاستقلالط السياسي عن
الاستعمار الغربي، وفادوا المسلمين باسم الإِسلام. فلما امتلكوا زمام
الأمر، جعلوا الدين كبش الفداء للتأخر الوطني، وسحقوا بقسوة كل
من نهض لإظهار أفكار الإِسلام وحضارته، جميع هؤلاء الزعماء من
ايجاد الاستعمار، لا يعرفون عن الدين شيئأ، ولا يحملون في قلوبهم
اي احترام له. إنهم درسوا ونشأوا في إنكلترة أو فرنسة أو البلدان الغربية
الأخرى. وكثير منهم زوجاتهم أوربيات (بورقيبة زوجته فرنسية) (1)
إنّهم في حياتهم اليومية وعاداتهم الشخصية لا يختلفون عن الأوربيين
في شيء. إنَّ المسلمين قبلوا زعامتهم للحصولط على الاستقلالط
السياسي، ولكن أولعك الزعماء المتفرنجين يحاولون الان أن يزيلوا
اخر أثر للحضارة الإِسلامية عن بلدانهم، ليجعلوا نفوذهم السياسي قوياً
لا يزلزله شيء.
لقد قابلتُ الدكتور ولفرد كانتولط سميث في عام 1958 م حينما
أهدى إليَّ نسخةً من الكتاب الذي ذكريه في خطابكِ الأخير. هؤلاء
الناس يحاولون عبثاً أن يخلقوا لنا إسلاماً جديداً، ويظنّون مغترين اننا
نتَخلّى عن إسلامنا الصحيج المتمثل في القران والسنة، ونتفبّل الشروحَ
التي وضعوها للإسلام ومبادئه، من دون أن ينتبهوا لحقيقةِ أن جميع
محاولاتهم سوف تذهبُ سُدًى، لأنّ المسلم عليه أن يكون مسلماً بكل
ما تحمله الكلمة من معنى. ف! نْ غيَّرَ فيه او بدّلط - لا قدّر اللّه -فقد أصبحَ
(1)
اسمها (ماتليد لوران) وله منها ولد هو الحبيب بورقيبة الابن، وكان قد
تعرف عليها في بإريس في ثلاثينيات القرن العشرين أثناء دراسته الحقوق
في جامعة السورصبؤن (ن).
100