كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

الفصل الأول
لمحات من حياتها ونبذة عن فكرها
إنّ الداعية الفاضلةَ السيدة مريم جميلة علمٌ من ابرز اعلام الحركة
الإسلامية المعاصرة، ونموذجٌ حيّ للمرأة المسلمة المثالية، ولها
إسهامات بارزة، وجهود مشكورة في مجال الدعوة الإسلامية،
واهتمامٌ خاص بتشخيص أمراض الأمة الإسلامية، وطريقة علاجها.
فما هي ملامح حياتها الأسرية والاجتماعية؟ وما هي نقطة التحول في
حياتها؟ وما الموضوعات الفكرية التي كان لها رأي فيها؟ وما الموقف
منها؟ حيث تقول: إنّ الذي اقنعها نهائياً بصدق الإسلام وصحته هو
إجابتُه الشاملةُ والواضحة عن مشكلاتٍ كانت تؤرّقها طيلة مراهفتها
وشبابها.
وأُولى هذه المعضلات تتصل بالموت والخوف منه، حيث كانت
لا تجدُ إجابة عند أبويها عن المصير بعد الموت، ولم تسعفْها (التوراةُ)
و (التلمودُ) برأي، فالجزاء فيها دنيوي محض، أمّا (الإنجيل) فكانت
صورةُ الاَخرةِ فيه مبهمةً غيرَ مفصلةٍ.
ولم يكن هناك غير (القراَن الكريم) الذي هو الكتاب الوحيد الذي
أجاب عن هذا السؤال، وأراح عقلها الحائر.
11

الصفحة 11