(5)
حض! ة الناتيعت المودودي نيويورك 29/ 5/ 1961 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد كنتُ بالغةَ السرور بتلقي كتابكم المؤرخ في العشرين من شهر
مايو، إذ علمتُ أنكم تتماثلون للشفاء، امل أن تعود إليكم صحتكم
عاجلاً
لكم الخيار التام في نشر أي جزء من رسائلي أو مقالاتي في مجلتكم
الغراء (ترجمان القرآن) إنَّ الرسائل التي وردتني تعليقاً علئ القصة
الفصيرة، لم يكن من بينها إلاّ كتابكم الوحيد الذي كان يحمل تشجيعاً
لما أردتُ أن أعبّر عنه في القصة.
والقصة -كما ذكرتُ لكم سابقاَّ - عبارة عن الحلقة الأخيرة لرواية
(أحمد خليل) وهي ترجمة حياة لمهاجر عربي فلسطيني، بدأتُ في
كتابتها منذ أغسطس 1949 م حينما كنتُ في الخامسة عشر من عمري.
الفصل الأول: من الرواية: يبدأ الحديث فيه عن طفولة أحمد خليل
في قرية صغيرة بجنوب فلسطين، وعن بيته وبيمته وأعضاء أسرته،
وينتهي بذكر المأساة المفجعة التي حلّت به وبأسرته، إذ أُخرجوا من
ديارهم ايام الحرب الفلسطينية في 1948 م، وهدّمت القرية بأسرها،
بل قُضي علئ كامل نظام الحياة فيها باستخدام القوات العسكرية
الصهيونية الهائلة.
أما الفصل الثاني، فيبدأ النصفُ الثاني منه بأن أحمد خليل (الذي
كان قد بلغ الثامنة عشر من عمره وتزوّج منذ سنتين) يقرر مغادرة
113