وفي اليوم الثاني التقيت طالب! اً سعودياً يعمل للحصول على درجة
الماجستير في مجال التعليم من جامعة كولومبية، وقد سبق أنْ حصلَ
على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في بيروت. أخبرني هذا
الأخ أنَّ جميع الطلبة المسلمين عليهم أن يحضروا الصلاة المسيحية الي
تؤدَّى في كنيسة الجامعة. والذين يرفضون الذهاب إليها عليهم أ ن
يختاروا البديل، وهو دراسة مادة الأخلاق المسيحية.
بعد ان تعلّمتُ الضرب على الاَلة الكاتبة في معهد تجاري، كنتُ
أعتقد انثي لن أجد صعوبة في الحصول على وظيفة سكرتيرة. وقد
ذهبتُ بحثاً عن العمل أولا إلى مركز الإِعلام العربي، وكنتُ أظن أنَ
حبّي الشديد للإِسلام وللبلدان الن! اطقة بالضاد سوف يكونُ شفيعأ لي
لديهم، ولكنّهم ما إن علموا أنني كنت يهودية، وقد اخترتُ الإِسلام
دينأ، وانني لا أتعاطفُ مع الرئيس جمال عبد الن! اصر، ولا أؤيد قوميته
العربية، ما إن علموا هذه كلها، حتى قابلوني ببرودٍ وفتورٍ، فلم أفكر
في الذهاب إليهم مرة أخرى.
ومرة أخرى، زرت (مركز الأصدقاء الأمريكان للشرق الأوسط في
نيويورك) فوجدتُ خلف طاولة الاستقبال بنتين شابتين من أمريكة
أخبرتاني أنهما تريان الأديان التقليدية أشياء مهجورة، وانَّ العرب
لا يمكن أن يحظَوْا بالحياة الراقية وبالنمو الاقتصادي إلا إذا خلعوا رِبْقة
الإِسلام عن أعناقهم كما تخلع الثياب الب! الية عن الأجسام.
لفد اكتشفت أنَّ المنظمات الموجودة في نيويورك التي تُعنى بقضايا
الشرق الأدنى، إمّا أنها تسيطر عليها الصهيونية والتبشير المسيحي، ا و
أنها مؤسسات تجارية محضة. 3 س
124