المسيحية ضعيفة إلى حد لا يدخل فيها الأفارقة إلا بفتور جدّأ،
رغم الكثرة الكاثرة من المدارس التبشيرية والمشافي والمنطمات
التبشيرية. وإذا دخل فيها أحد، فإنه يتحرر سريعاً من أوهامها،
ويتخلى عنها.
أما الِإسلام، فمع كونه لايُعْرَض عليهم بكل ما يتحلّى به من
الأوصاف الجميلة، ومع كون الأغلبية من المسلمين لا يمثّلون الإِسلام
وأخلاقه، ورغم وجود عدد ضئيل جدأ من الدعاة الإِسلاميين، فإن
القَدْرَ الذي يعرفه عن الإِسلام أولئك الأفارقة إنما هو اثر المسلمين
السذج الاميين، عن طريق الاتصال الشخصي، وهذا القدر كافي
لجلب قلوب الأفارقة.
ولذلك أتوقُ إلى إعداد برنامج مدروس لنشر الإِسلام في تلك
البلاد، ولكن للأسف إنّ يديّ رُبطتا. وعلى كلٍّ ومهما يكن، فإنني
لا يمكن أن انسى هذه المهمة، وسوف أبذل قصارى جهدي إن شاء اللّه
لتحقيق هذه الغاية، وإن كنتُ بعيداً في هذه البلاد.
وليس لك أن تستغربي من تأييد مجلة (إسلامك ريفيو) الصادرة في
(ووكنك) للحبيب بورقيبة بعد أن علمتِ المدرسةَ الفكرية التي تنتمي
إليها المجلة المذكورة. إنّهم أشخاص من بلادي، ونعرفهم جيداً.
إنّهم ينتمون إلى جماعة اللاهوريين من أتباع غلام احمد القادياني،
الذي تجرأ بكل وقاحة بادعاء النبوة الكاذبة، الهيعة المركزية لائباعه
تُعلن في صحفها باستمرار أنّ الميرزا كان نبيا، وأنَّ الذي ينكر نبوته
يكفر، ورئيس هذه الهيعة هو الميرزا بشير الدين محمود بن الميرزا
غلام أحمد المتنبىء.
128