كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

المبحث الأول
لمحات من حياة الداعية الفاضلة السيدة مريم جميلة

"العربُ لم يجعلوا الإسلامَ عظيماً، لكنّ
الإسلام هو الذي حولهم من قبائلَ في
صحراءَ قاحلةٍ إلى سادةِ العالَم".
مريم جميلة

يا اللّه! ما أروع الهداية وإبصار النورِ والحق بعد الضلال!.
ما اروعَ ان يجدَ المرءُ نفسه محاطأ بهالات ودفقات إيمانية تنعشُ
نفسه وروحه، وتنتشر في جنباتهما بعد طول ظمأ وإقفار وإعياء " إِنَّكَ
لَا تَهْدِى مَق أَحبَبتَ وَلَكِنَّ اَدلَّهَ يَهْدِى مَن لمجشَاء " القصص: 6 5)!.
إنّ أقدار اللّه في خلقه عجيبةٌ، وتصاريفَه مدهشةٌ، وهدايتَه لخلقه
تحارُ فيها العقول والألباب، ولا تدركها الأبصار، فإذا أراد شيئأ
حصل، وإذا قدّر شيئاً وقضا 5 لابدّ من وقوعه كما قدر 5 وقضا5
" سُتحَنَهُح إِذَا! فَئ أَقرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهوُ كُن فَيَكُونُ" أمريم: 5 3).
كانت هذ 5 مقدمةً لابدّ منها للحديث عن مريم جميلة، تلك
اليهودية الأمريكية التي هداها اللّه تعالى للإسلام في سياق عجيب،
وجذب مدهش، وفي زمن لم يكن فيه للإسلام رواج، ولا للمسلمين
سوقٌ نافقة، ولكنّها الهداية، لا تعرف الحواجز، ولا تقف دونها
13

الصفحة 13