كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

إيضاحه بأنّ الإِذن لأكئر من زوجة واحدة، جاءت تحت ظروف خاصة
مرّ بها المجتمع المسلم في ذلك العصر. ولمزيد من الإيضاح، يمكن
أن يفال: إنّ تعدد الزوجات في الإِسلام (نظرياً وعمليّاً) كان أمراً
استثنائياً، وليس نطاماً وقانوناً".
واقوى دليل ضدَّ هذه السَفْسَطَة والمغالطة، أنّه لم يذهب أحد من
المفسرين المعروفين للفراَن الكريم في التاريخ الإِسلامي إلى هذا
التفسير للآية المذكورة. حتى وقع العالم الإِسلامي تحت وطأة
الاستعمار الأوروبي، لا أجدُ في الفراَن الكريم ولافي الحديث
النبوي، أنّ التعددَ معصية، أو أنه خاضع لظروف استثنائية. وفيما يلي
النص الفراني: " وَلَن تحَمئتَطِيعُؤا أَن تَغدِلوُا بَين ألنِّسَلى وَلَؤ حَرَضتغ فَلَا
تَمِيلُوا! ل اَلمَئلِ فَتَذَرُوهَا؟ لمُعَلَّقَةِ وَ إِن تُضلِحُوا وَتَتَّقوا فَإِتَّ أللَّهَ كاَنَ
غَفُورًا رَّحِيمًا" أ النساء: 129) وبعبارة أخرى: لما كان الناسُ ليسوا
سواءً، ولا يشبه اثنان بعضهما بعضاً تماماً، فلا يستطيع أحد أن يعامل
عدداً من الزوجات بمشاعر وعواطف متساوية. ولكنّ الاية لا تمنعه من
تعدد الزوجات بحجة انه يحبَّ إحدى الزوجات أكثر من الاخريات. بل
القرآن الكريم يأمره بالعدل والمودة لجميعهنّ، وينصحه بأن يعاملهن
جميعاً بالحسنى قدر الإِمكان.
تعليقات مارمادوك بكتال على ترجمته الإِنكليزية لمعاني القرآن
الكريم تشرح الاية المتعلقة بهذا الموضوع بصدق أكثر، يقول:
" لا تُعْرَفُ القدسية في الإِسلام بالتبتُّل. التبتل في العالم المسيحي هو
الفكر الديني الصارم، وأنَّ الزواجَ الأحادي رخصة للبشرية. أمّا في
الإِسلام، فإنّ الزواج الأحادي هو المثل الاعلى، وتعدّد الزوجات
رخصة لبني الإِنسان. والرسول ع! قدّم بزواجه من خديجة مثالا عظيماً
133

الصفحة 133