كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

لقد اوضج الرئيس بورقيبة: " أنّ الإسلام حتى الان كان يؤخذ فهمه
حسب شرح العلماء، الشرح المتحجر الذي لم يتغير في القرون
الماضية كلها. ولكنّه أصبجَ الان غيرَ صالج لهذا العصر. . . ".
وبعبارة أخرى، العصريون يريدون أن يقولوا لنا: إنَّ الأئمة
والمجتهدين في القرون الاثني عشر الماضية أخطأوا في فهم المعنى
الصحيح للقراَن الكريم، وإن هؤلاء العصريين هم الذين أدركوا المعنى
الصحيج، هذه هي بعض الأسباب التي جعلتني أعتبر الأسلوب
الاعتذاري أكبر الخيانات الفكرية والجُبُن الخلفي والبذاءة النفسية
والنفاق.
عندما يقول لي هؤلاء الطلبة التقدميون: إنّ بلادهم لا يمكن أ ن
تتحمل الأسلوب الديني حتى تتقدّم اقتصاديأ، وتصل إلى مستوى أرفع
في شؤون الحياة، لا يسعني إلا أن أتذكّر كلماتِ المسيج عليه السلام
كما وردت في العهد الجديد عندما قال لأتباعه: "اطلبوا أولأ ملكوت
السماء، وعند ذلك تُصبحُ لكم جميع الأشياء المادية. . . ".
ولكنّ التقدميين يعكسون الأمر، فهم يؤكدون لنا انهم إذا ملكوا
الرفاهية المادية، فسوف يكون لديهم وقت أوسمع للتركيز على الشؤون
الروحية. ولكنّ التجارب تشير إلى أن هذا لم يحدث قط، لأن
الشخص الذي يتعود على أسلوب الرفاهية المادية، فإن المادة تطغى
عليه وتتغلب، حتى يظلَّ الجانب الروحي من الحياة منسيّاً كلياً.
والتعليل غير المعقول الذي يتعلق به هؤلاء الناس اتضح لي تمامأ
عندما قال لي معلمي للغة العربية بالمسجد الكائن في نيويورك: إنّ
كمال أتاتورك منع الأتراك من أداء الحج لأن الحالة الاقتصادية للبلاد
135

الصفحة 135