كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

(7)
المح! مة مهيم جميلة لاهور 16/ 12 / 1961 م
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته، وبعد:
أشكرك على رسالتك المؤرخة في نوفمبر، كما أشكرك على
الكلمة المرففة بها عن القرار الخاص بالتشريعات المتعلقة بالأحوال
الشخصية في مجلة " النظرة الإِسلامية ".
وقد استلمت في ظرف مستقل مسودة مقالك (معنى التصوير
وأهميته).
قرأتُها بكل عناية، وأوافقك على كل كلمة وردت فيها. لقد منع
الرسول! التصويرَ على الإِطلاق، وكذلك بناء التماثيل للحيوان أ و
الإِنسان. التاريخُ يشهد أنّ التصوير كان أول خطوة نحو الشرك. الشرك
لا يعني في كلِّ حال أداء العبادة ذات الطقوس الخاصة أمام شيءٍ ما. إنَّ
تعليق صور الزعماء والشخصيات البارزة وتوزيعها في كل مكان،
نتيجته الحتمية الاستعبادُ الفكري والتقديس التعبدي لتلك الشخصيات،
والأثر المترسخ لعظمتها في العقول والأرواح، ولا شك أن هذا نوع
من عبادة الأوثان.
عندما استولى السوفييت على بولندة، أُرسلت ألوفٌ من صور
ستالين إلى جميع المدن والقرى في البلاد، وكان الجنود النازيون
يعلفون صور هتلر على صدورهم، وعندما كانوا يصابون بجروح
خطيرة، وكانوا في آخر رمق من حياتهم، يقبّلون تلك الصور،
ويضعونها على أعينهم. الصور على النقود المعدنية والطوابع البريدية
138

الصفحة 138