كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

للزعماء الوطنيين علامة هيمنتهم الدنيوية. وعندما تُعْرَضُ صورهم على
شاشات السينما، فالمفروض من الحضور أن يقفوا على الفور. فإن لم
تكن هذه كلها من أعمال الشرك، فلا أدري ما هو الشرك إذاً؟!
النازيون والفاشيون والشيوعيون وأتباع كمال أتاتورك والناصريون
كل هؤلاء استخدموا الصور، بل اساءوا استخدامها، وحصلوا على
نتائجها المشؤومة، بحيث لا أظن أن أحداً من ذوي العفول السليمة
يبقى عنده أدنى شك في إدراك السبب الذي من أجله حرّم الإِسلام
الصور والتماثيل.
كيف يمكن للشخص الذي يدرك الفرق بين التوحيد والشرك أ ن
يتقبّل التصوير، وقد ظهرت نتائجه الخطيرة بكل وضوح في هذا
العصرإ!
ثم لماذا أصدر خروشوف أوامره ب! زالة صور ستالين وتماثيله من
جميع الأماكن العامة بعد أن أعلن شجبه له واتهامه إياه؟ ألا يعني هذا أ ن
خروشوف كان يقظاً، وكان يعرف مدى عمق التقديس لهذا الإِله
الكاذب في أذهان الروس عن طريق هذه الصور.
والصورة استخدمت منذ عهد بعيد كأكبر وسيلة لنشر الانحطاط
والدعارة في العالم: الخمر، والموسيقى، والرقص، والكتب
الخليعة.
والصور والتماثيل كانت دائماً، وفي هذا العصر أكثر من أي وقت
اَخر، من اقوى المحرِّضات على الزنا والفسق.
إذا كان العصريون في البلاد الإِسلامية يُصِرّون على الانغماسَ في
مثل هذه الأعمال، رغم المنع الصريح على لسان الرسول ع! لإِرضاء
139

الصفحة 139