كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام
العقبات، وتنفُذُ إلى القلوبِ نفاذَ الشمس إلى الأرض، وتسري في
العقول! سراية الضياء في الظلام.
1 - نشأتها وتكوينها العلمي والفكري:
ولدت هذه المرأةُ العظيمة في نيويورك 934 ام، لأبوين يهوديين
من أصل ألماني، واسمُها كان (مارغريت ماركوس (، وكان في طريقة
نشأتها في تلك البيئة الملوثة بركام الجاهلية دليلٌ على عناية اللّه تعالى
بها، فهي لم تذق الخمرَ في حياتها، ولم تخادن الرجالَ، ولم تحضر
حفلات المجون، وكل هذا عجيبٌ مِنْ مِثْلها.
وكانت -وهي في طفولتها- تحضرُ الدروس التي تقيمها مدرسة
الأحد اليهودية، وتسمعُ الحاخامَ وهو يخبرهم بأنّ العربَ واليهودَ هم
أبناء إبراهيم الخليل - عليه وعلى نبينا افضل الصلوات وأتم التسليم -،
فصارت تتمنّى ان تذهب إلى فلسطين لرؤية أولاد عمها والاجتماع
بهم، ثم إنّها صُدمت بعد ذلك يوم رأتْ أبويها يحتفلان بقرار تقسيم
فلسطين سنة 947 ام، ويجمعان التبرعات لإقامة الدولة اليهودية، ثم
يحتفلان بانتصار اليهود سنة 948 ام، فصارت تناقِشُ ابويها بقوة في
موضوع إقامة دولة اليهود على أحزان العرب والامهم، فكانا يعجبان
من كلامها.
ومن المفارقات العجيبة أنَّ رئيس وزراء إسرائيل السابق "ديفيد بن
غوريون " كان لا يؤمنُ بإلهٍ له من الصفات الذاتية ما يجعله فوق
الطبيعة، ولا يدخل معابد اليهود، ولا يعمل بالشريعة اليهودية،
ولا يراعي العادات والتقاليد، ومع هذا فإنَه يُعتبر لدى التقاة وانظر
الصفحة 14
224