كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

رغبات العصر، وليقال عنهم إنهم عصريون، فليعلموا أنهم
لا يستطيعون أن يفعلوا هذا من دون أن يخالفوا مبادىء الإِسلام
وأصوله.
أنا لا أدري كيف يستطيع هؤلاء الناس أن يقنعوا أنفسهم وغيرهم،
أنّهم مسلمون مخلصون كما كانوا من قبل من دون هذا التغيير الجذري 0
أنا أتفق معك تماماً فيما كتبيه عن الأساليب الاعتذارية. هناك سببان
خفيان لمثل هذا النوع من التعليلات:
إمّا أنَّه ناتج عن الفهم الخاطىء والجهل بالإسلام.
أو أنه نتيجة طبيعية للعقلية المهزومة التي تقبل قيم الثقافة المستعمِرة
على الطريقة العمياء كأنّها معايير عليا.
ونتيجة لهذا كله، أصبحت الحضارة الغربية هي الحَكَمَ بين مزايا
وأخطاء الإِسلام وليس العكس.
ورائد الأسلوب الاعتذاري في شبه الفارة الهندية الباكستانية هو
السير سيد أحمد خان وزميله شراغ علي. وفيما بعد سلك الطريقة نفسها
السير سيد أمير علي (أمير علي وشراغ علي كلاهما من الشيعة (وأخيراً
اصبحت مدرسة (عليكرة (بكاملها تتولى تقديم الاعتذارات إلى الغرب
باسم الإِسلام.
محمد علي اللاهوري (أحد أتباع ميرزا غلام أحمد، ومترجم معاني
القراَن الكريم إلى الإِنكليزية، والذي يلتبس اسمه على بعض المؤلفين
الغربيين مع سميه محمد علي جوهر الصحفي المعروف وزعيم الحرية)
التزم جوهرياً بأفكار مدرسة (عليكرة (.
وفي مصر، اختار الشيخ محمد عبده سبيلَ التسوية والحل
140

الصفحة 140