الوسط، وفتج هذا البابَ على مصراعيه للمتغربين في العالم العربي،
الذين جاءوا من بعد 5، وعندما سلكوا هذا المسلك، اصبح من غير
الممكن أن يضعوا حداً لمغالطاتهم المتطرفة. فكلمة "الجهاد" ترجمت
"بالحرب الدفاعية ". التعاليم الإِسلامية حول سجناء الجهاد (العبيد)
أُلبست معافي غريبة ومضحكة. تعدد الزوجات اعترفوا به - مكرهين-
حلاًّ طارئأ، وبعده بقليل قالوا: إنّ الأفضل ان يكون ممنوعاً.
المعجزات التي ذكرها القرآن إما أنّهم أنكروها تماماً، أو أنّهم
حاولوا قدر المستطاع تأويلها بأنها ظواهر طبيعية، وقالوا عن
الملائكة: إنها طاقات الفطرة، وعن الوحي إنّه نتيجة ذاتية للنشاط
الذهني غير العادي، يمكن تشبيهه بهلوسة المجنون وهذيانه.
إنّ الانهزام الفكري للمسلمين، بعد هزيمتهم في ميدان السياسة،
لم يكن أقل خطراً. وهذا الشلل الفكري لم يدعهم يفهموا الهديَ الإلهيَّ
الذي أنزله اللّه على خاتم أنبيائه.
الكلام الذي كتبيه حول تعدد الزوجات صحيجٌ تماماً. ولكن اضيف
عليه انّ الاَية الثالثة من سورة النساء لم تنزل لتشرع التعدد، لأنّه لم يمنع
قط بالشرع الإلهي، بل كان مسموحاً به في جميع شرائع الرسل. أكثر
الرسل كان لديهم أكثر من زوجة واحدة، وقبل ان تنزل هذه الأية
الكريمة على الرسول! ك! ي!، كانت عند 5 ثلاث زوجات (سودة وعائشة
وأم سَلَمة رضي اللّه عنهنّ) وأكثرُ الصحابة كانت عندهم أكثر من زوجة
واحدة.
لذا لم تكن هناك حاجة لتشريع التعدد المشروع من قبل، والمعمول
به في العرف العام.
141