كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام
ص 81 اليهود التقليديين أحد كبار اليهود في العصر الحاضر، كما أنَّ
مُعظم زعماء اليهود يعتقدون أنَّ اللّه وكيل للعقارات، يهبهم الأرض،
ويخصّهم بها دون غيرهم.
كلّ هذه التناقضات جعلت مريم تكتشف زيفَ اليهود سريعاً،
وتكتشف أيضاً حقد العلماء اليهود على المسلمين وعلى الرسول!؟
لذا كانت الهوّةُ تتسع مع مرور الوقت، ويزدادُ النفور كلّما اقتربت من
اليهود، وتعمَّفت في أفكارهم.
ثم إنّها اقبلت على القراءة المطوّلة -العجيبة من فتاة مثلها - فقد
قادتها هذه القراءة إلى الهداية، وابعدتها عن الغواية والعماية، وقرات
أول ما قرات ترجمة معاني القراَن الكريم للبريطاني المسلم محمد
مارمادوك بكتال، فتأثّرت بما قرأت، وكان لقوة الترجمة أثر في حياتها
لم يزل، خاصة حين قارنت بين هذه الترجمة وبين ترجمة عبد اللّه
يوسف علي التي وصفتها بأنها ضعيفة وتبريرية، أي إنّ المترجم علي لم
يستطع أن ينفك عن أَسْرِ النظرة الغربية وهو يترجم كتاب اللّه تعالى،
وهذه ملاحظة جيدة تدل على عمق فهمها.
ثم إنها عثرت في مكتبة نيويورك العامة على كتاب (مشكاة
المصابيح) (1) مترجماً إلى الإنكليزية، وهو كتالب في الحديث النبوي
الشريف، فعكفت عليه حتى فرغت منه. ولو سألنا طلاب العلم
والمثقفين منا اليوم عن هذا الكتاب فلربّما جهلوا عنوانه، فضلاً عن
التوجُّه لقراءته، ومن رحمة اللّه بها انها اطلعت على هذا القدر الكبير
(1)
هو كتاب في أحاديث النبي ك! ي! للخطيب الثبريزي، اختصر فيه كتاب (مصابيح
السنة) للإمام البغوي، والنصّ العربيّ طبع مرارأ في الهند وبيروت (ن).
15
الصفحة 15
224