كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

الحقيقة لا توجد إلافي حدود عفيدته، ليجعلها سائدة في أنحاء
العالم، فكل مَنْ قَبِل فكرة كون المسيج هو وحده منقذ البشرية، وأنَّ
الإنجيل هو وحده وحيئ إلهيئ أصيل، لا يمكنه إلا أن ينكر ما جاء به
القرآن، ويكذب برسالة النبي الكريم. هانَّ الإسلامَ يهاجَمُ وي! مُ بعنف
أكثر بكثير مما يتعرض له أي دين آخر لمجرد أنه كان - دائماً - ولا يزال
أسْدَّ خصمٍ للمسيحية صموداً وقوة.
الهجمات المسيحية:
كان الأدبُ الغربيّ برمته قبل منتصف القرن التاسع عشر يهاجمُ
الإسلامَ باسم المسيحية، إلا أنَّ عمل المبشرين المسيحيين أصبج يزداد
تماثلاً مع أهداف الاستعمار البريطاني والفرنسي، فانتفل التركيزُ
تدريجياً من الناحية الدينية إلى اللادينية (العلمانية). وظلت الناحية
الدينية زمناً طويلاً ممزوجة تماماً مع الناحية اللادينية وغير متميزة عنها.
وكان الأسلوبُ المفضّل لدى المبسْرين في عملهم هو أن يزعموا أنَّ
المسيحية كانت صاحبةَ الفضل في كلِّ ما تم تحقيقه هاضفاؤه على
طريقة الحياة الغربية الحديثة.
لذا فالمسيحيةُ والمدنيةُ الغربية لا يمكن الفصل بينهما أو عزل
إحداهما عن الأخرى، وأصبحت القيم الدينية للمسيحية خاضعة أكرْ
فأكثر لهذا القصد.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية نُبِذَ هذا الادعاءُ المسيحي نبذاً يكاد
يكون تاماً لتحلَّ محله مادية صرفة لا شائبة فيها. وصار الإسلام لا ي! مّ
لأنه يرفض الثالوث وألوهية المسيج أو فكرة الخطيئة الأصلية، ولم يبق
الأمرُ هل مسألة صفات اللّه حق؟ وأي كتاب هو أكثر كتب الوحي
171

الصفحة 171