صدقاً؟ أو صدق نبوة محمد ع! ي!. بل إنّ فكرة النبوة والوحي والاخرة
وكل شكل من أشكال الإيمان باللّه الذي يتجلى أثره واضحاً في كل
شؤون الإنسان. . كل ذلك رُفض من الأساس، ولم يبق النزاع نزاعاً
بين المسيحية والإسلام، وإنما بين قوى المادية متحدة من جهة والقيم
الروحية الأصلية من جهة اخرى، لذا فقد أصبج الكاثوليكي التقي
واليهودي الصحيج العفيدة، وكذلك المسلم كلهم عرضةً للازدراء
والسخرية.
ولكن ها هو الإسلام يبقى الهدف الأول الأمامي للدعاية المعادية
للدين. لماذا؟ لأن الإسلام وحده صمد ورفض أن يخضع، فالقبول
الحرفي لكل كلمة من كلمات القران الكريم على أنها الكلمة المباشرة
من اللّه والوحي الأخير الكامل الذي لا يمكن ابداًان يُلغَى ولا أن يحلّ
محله سواه، مع الالتزام بطاعة سنة رسولنا الكريم ع! ي! في أدق
تفاصيلها على أنها تفسيره الوثيق الوحيد. . كل ذلك يعطي الإسلام درعاً
لا يُخْرَقُ ضد المبادىء الأجنبية المعادية، وهذا ما لا يملكه أي دين
اخر.
ضغط الماديين:
تذعي الماديةُ الحديثةُ أنّ القيم الخلقية والجمالية محدودة بالزمان
والمكان والظروف التي هي عرضة دائماً للتغير من خلال التقدم
الإنساني المتصاعد. وبناء على هذا التفكير توصَمُ القيم الدينية
السامية، التي تعود إلى الفرون الوسطى، بأنها جامدة ورجعية، وجمشى
على المادية (العلمية) بأنّها أوجُ التنوّر والتقدم. وحتى عند الإقرار بأنّ
العلم قد فشل في إثبات خطأ الدين في نظر الماديين، فإن تطبيقه في
الحياة اليومية قد جعله على الأقل غيرَ ضروري ولا محل له. لذا فإنّ
172