ففي الوقت الحاضر لا يمكن لأحدٍ التحدُّث بتلك اللغات، فقط يمكن
لعدد قليل من العلماء الادعاء بالقدرة على فك رموزها، وحتى إذا
ماكانت هذه الكتب المفدسة قد تم حفظها في شكلها الأصلي غير
الزائف، فلا يمكن لأحد فهمها أو تفسير أوامرها، والقليل يمكنه
ترجمتها فعلياً إلى أفعال، وفي المقابل فإنّ لغة القرآن الكريم هي لغة
حية، يمكن للملايين عبر أنحاء العالم التحدّث بها وفهمها، وحتى
الأشخاص الذي ليس لديهم الوقت الكافي لدراسة اللغة العربية،
يمكنهم التعرف على الكثيرين ممن لديهم معرفة على قدر كافٍ يُمكّنهم
من شرح معاني القراَن الكريم.
وإن كلاً من الكتب المقدسة الموجودة موجهة في خطابها إلى
مجموعة خاصة، وتحتوي على أوامر، والتي تبدو أنها مقيدة بوقت
معين ومكان محدد، بينما القراَن الكريم موجه إلى الجنس البشري كافة
متضمناً كوداً خالداً يتضمّن الحياة بشكل إجمالي.
إنّ تعاليم اليهودية مفيدة بجنسية اليهود والتأكيد على عنصريتهم،
بينما قبول العلمانية هو مبدأ ينكر 5 ادّعاء المسيحية بالعالمية " (1).
(1) تم ترجمة الصفحة الأولى والفقرة الأولى من الصفحة الثانية للفصل من
الثالث من كتاب "الإسلام في مواجهة أهل الكتاب: الماضي والحاضر".
183