على الجيل المسلم الصاعد، وطرق تجنب مفاسدها، وزلاتها،
وضلالاتها.
كما تناولت المؤلّفة الفاضلةُ جوانبَ الحضارات القديمة المختلفة
وقوامها، والحضارة الغربية المعاصرة ونقائصها، ثم قدّمت دراسة
تحليلية شاملة لتلك الثقافات وتضاربها مع الاتجاهات الإسلامية التي
لابديل لها، وأثبتت بالأدلة والبراهين القاطعتين تفوّقَ الثفافة
الإسلامية في كلّ مجالٍ من مجالات الحياة، وقدرتها على إسعاف
البشرية، وتخليصها من معاناتها. ما اروعَ تلك المواد والمعلومات
الضخمة التي جمعَتْها بين صفحات هذا الكتاب! ولا شك أنّ مثل هذا
العمل الجليل يتطلّبُ الجهود المتواصلة، والصبر والمثابرة المثالية،
والإخلاص، والتفاني، ويستغرق سنين طويلةً من أجل إنجازه.
وفي رأحيى الشخصي، حققت المؤلفةُ المُجدَّة أهداف حياتها،
ووضعتها أمامها من خلال تقديم هذا الكتاب، كأنها قامت على قمة
العالم. ولا بدّ من انها درست وطالعت التاريخ الإنساني من أقصاه إلى
اقصاه، وخاصة التقلّبات والثورات الفكرية بكلّ ذكاء ودقة، ومن
وجهة نظرها السليمة والمحايدة. فلاحظت عيناها اليقظتان بكل دقة
وتفحّص كل نقاط التحول، والأحداث، والانقلابات، والعواصف،
والطوفانات، التي سيطرت على طبيعة البشرية، وبنظرتها الحادّة
شاهدت الأوضاعَ والملابسات العالمية المنتشرة حولها، فوصفت
التيارات الحالية، والتيارات التي قبلها في العصور المختلفة، التي
تجاوزها العقل البشري، وأثّرت في قلب الإنسان ايّما تأثير، وحددت
المزاج الإنساني في القرون الوسطى والعصور الحديثة.
وفي الواقع فإنّ الكتاب موسوعي في نطاقه، عالمي من حيث
185