كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

الأبعاد والمفاهيم، سديا في المنهج، إنساني في النفالش، عادل
ومنصف في عرض المواد، موجز ودقيق في الوصف، وقبل كل شيء
هو منطقي في نتائجه وتوصياته.
ابتدأ الكتاب من أقدم تاريخ للحضارة البشرية (اليونانية
والرومانية)، ويرافق القارىء بمهمة خاصة لتفصي الحقائق من شُرُفات
كواكب التخيلات الإنسانية، والاختلافات الجوهرية في مجال العقائد
الفكرية والسياسية ومبادئها النظرية والتطبيقية، والمواقف السلوكية،
والقيم الأخلاقية، والمفاهيم الفلسفية، وتحليل السياسات الاقتصادية
والمالية. والكاتبة في رحلتها الطويلة، تتيج للقارىء فرصة الحبّ أ و
الازدراء، والإعجاب أو السخرية من أساتذته المتقدمين أ و
المتأخرين، من الحكام المستبدين، والطغاة الجائرين، ابتداءً من
أفلاطون ونظرياته البديهية، وسقراط وتصريحاته غير الحكيمة،
ونظريات وفلسفات الحكماء والمفكرين مثل مكيافيلي، وفولتير،
وداروين، وهتلر، وجون ديوي، وفرويد، وويليام فوجت،
وخوروشوف، وميل فورد، وأي سبيرو. . . وغيرهم.
أما المجلد الثاني، فهو يتحدّث عن العلل والمشكلات التي
يُواجهها العالم الحديث، كما يمكن رؤيتها في العالم الجديد (امريكة
الشمالية) ويتعامل مع كلا الجانبين من العلوم الحديثة، والتكنولوجية،
والفن، وما يشكّل تهديداً للإنسانية، حيث وصلت إلى الدرجة التي
تمكّنها من تشويه العقل وفساد القلب، وتلويث الحياة نفسها، التي
تمر بسرعة إلى عقلية المرتزق، والأهواء الجامحة من العنف المتحضر
الذاتي، والأسر المفككة، ومحاكم الطلاق، وورطة الرجل العادي
في إحدى مدن العالم المتحضرة، وجنوح الأحداث، وإدمان
186

الصفحة 186