تضمِّنُها معلوماتها عن عقائد وتاريخ أهل الكتاب ومواجهتهم ضد
الإسلام.
إنّ ما يدل على حسن إسلامها اهتمامها بأمر المسلمين، ولو على
حساب الاستطراد في تفاصيل تجربتها الشخصية. وتبرهن على وحدة
الأمة الإسلامية عندما تهتم -وهي امريكية الأصل المقيمة في باكستان -
بالقضية الفلسطينية على بعد اَلاف الكيلو مترات من فلسطين، وذلك
في وقت كان العرب المسلمون لا يتحمّسون بهذا القدر لقضية وصفوها
بالفضية المركزية لما يسمى بالقومية العربية التي طرحها بعضهم في
مواجهة الإسلام.
وتقسم مريم جميلة كتابها إلى قسمين رئيسين: أولهما: عن
اليهود، والثاني: عن النصارى. وهي تبدأ حديثها في كل قسم منهما
عن عقائد هذين الدينين، مركزة على انحرافهما عن الأصل السماوي،
مستدلة على هذا الانحراف بأقوال مَنْ ينتمون إليهما، وليس بأقوال
المسلمين إلا فيما ندر.
وتُبْرِزُ في هذا الصدد كتابة الكتب المقدسة على أيدي أحبار أ و
قساوسة بعد وفاة الأنبياء المنسوبة إليهم هذه الكتب، يقرّون بأنها من
وضع البشر.
وعند حديثها عن اليهود، تركز على كراهيتهم للإسلام منذ أ ن
أُوحي به، وتاَمرهم على دولة الرسول! شًيِ!، وتذكر لنا انّ اليهود
البارزين الذين أقاموا في ظل دولة الإسلام في الأندلس أو مصر كانوا
يبطنون الغدر لهذه الدول، كما تفتبس ففرة من كتاب إسرائيلي يشيد
190