كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

أصول من الأساطير والفلسفات اليونانية والرومانية.
وأهمُّ فصول بحثِ مريم جميلة في المسيحية هو آخرُها: المخصص
لدراسة ظاهرة التبشير، كمحاولة لفرض التغريب على العالم
الإسلامي، ومساعدة الاستعمار في نشاطاته، وحل المشكلة المسيحية
في الغرب على حسابات شعوب أخرى.
وتحلل الكاتبة أبعادَ الظاهرة ونقاطَ ضعفها وقوتها، وأساليب
عملها بتركيزٍ رائعٍ يستحق القراءة، مثله في ذللث مثل خاتمة الكتاب
التي تلخّص بعض مبادىء الإسلام في أسلوب واعٍ.
وجملة القول: إن كتاب "رحلتي من الكفر الى الإيمان " الصادر
عن دار المختار الإسلامي جديو بالقراءة لأسباب عدة: فهو يقدّم إلى
القارىء الكثير من المعلومات حول عقائد وأفكار اهل الكتاب،
مما لا يحشَر عادةً في الإعلام أو يناقش. ولعلّ الدرس الاكبر الذي يظهر
من هذا الكتاب هو إبراز خيانة العديد من المسلمين -وبالذات ممن
يُطلَق عليها المثقفون - لدينهم، ففي الوقت الذي تقوم فيه السيدة
الأمريكية المهتدية بتناول قضايا العالم الإسلامي في مواجهة أعدائه،
وتسعى إلى كشف ما يدبره قومها أنفسهم ضد المسلمين، نجدُ الكثير
ممن يحملون أسماءً إسلامية يكتبون وينشرون للطعن في الإسلام،
ولترويج العقائد اللادينية المعادية له، ونتعلم أنّ الإسلام ليس انتماءً
للإسلام فقط، فليست مصادفةً أنَّ أغلبية الشيوعيين يحملون أسماء
إسلامية، بينما كانت مريم جميلة تُدعى مرغريت قبل إسلامها (1).
* في
(1)
د. محمد يحيى، مجلة " المختار الإسلامي "، العدد 36، السنة
السادسة (يوليو/ أغسطس 985 أم)، ص. ص. 86 - 92.

الصفحة 192