كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

فأسلمت، وأنَّها تعارِضُ أعمال وأفكار جمال عبد الناصر إلا وأعرضوا
عنها، بعد مفابلة باردة.
وكانت تحضرُ صلاة الجمعة في المسجد، فاتفق الطلبة على أ ن
يتداولوا الخطب فيما بينهم، فلمّا وصلتها النوبةُ كتبت خطبة بديعةً
رائعةً عن وضع المسلمين، وكيفية علاج أمراضهم، وألقاها أحدُ
الطلبة نيابة عنها، فقامت عليها قيامة سائر الطلاب؟ لأنها ذكرت
القومية ورموزها بسوء، وبيّنت أنها علة العلل في الجسم الإسلامي.
وكان هناك من الطلاّب من يشكك في الحديث النبوي، ومَنْ يزيّن
لها طريقة أتاتورك ونهرو.
وجاءها يوماً طالبٌ سعودي في الجامعة ليخبرها أنَّ على كل
المسلمين أن يصلُّوا مع النصارى في كنيسة الجامعة، فإن لم يستطيعوا
فعلى الأقل يحضرون دروس الأخلاق النصرانية في الجامعة إلى غير
ذلك من الاَراء المنحرفة!!
وهكذا تعرّضت لمحنٍ كثيرةٍ في عقيدتها وفكرِها وثقافتها، وكانت
تخبِرُ الأستاذ المودودي بكل هذا.
7 - هجرتها الى باكستان:
ثم بعد ذلك أخبرها أبواها انّهما سيتقاعدان قريباً، ويتركان شقّتهما
ذات الغرف الأربعة، ويسكنان في شقة أخرى صغيرة، وأنه ليس
بوسعها أن تكون معهما، ولا بدّ أن تتدبر أمرها. وكان عمرها اَنذاك
سبعة وعشرين عاماً، فضاقت عليها الدنيا بما رحبت، وكان الأستاذ
المودودي قد عرض عليها مراراًان تهاجر إلى باكستان، لكنّها كانت
مترددة، ثم بعد كل الذي جرى لها قررتِ الهجرة إلى باكستان، وأقنع
20

الصفحة 20