مواجهة سلطات الجمهورية العلمانية المعادية للإسلام فإنّه تعرّض
للأذى على أيدي العلمانيين الكماليين، وأسلوبه في الجهاد السلمي
جعله مضربَ المثل في تركيا المعاصرة في النضال بالمنهج المدني.
وقد قالت عنه جمعية الدفاع عن المظلومين التركية في ندوة أقيمت
في فبراير 08 20 م: "إنّه الرجلُ الذي لم يقدِّمْ أيَّ تنازلات بخصوص
الحرية، وامتنع عن قبول هدايا السلطان عبد الحميد الثاني (توفي
918 ام) أو تكليف أتاتورك (توفي 938 ام) له بالعمل واعظاً عاماً
لولايات شرق تركية ".
وفي الباب الئاني، تتحدّث مريم جميلة عن عئمان دان فوديو
الشيخ الثائر مع أولاده واحفاده في إفريقية. عثمان دان فوديو -وهو
معروف لقليل من الإنكليز، لكنّه لبضعة ملايين من سكان السودان
الغربي - يعتبر بطلاً قومياً وقائداً روحياً يأتي بعد النبي! ي! نفسه عندهم.
قصة عثمان دان فوديو هي قصة الجهاد التي نتجت عن تأسيس
الحكم الفولاني (الفيلاني) لما يُعرَف الاَن بالأقاليم الشمالية لنيجيرية
في نهاية القرن الثامن عشر.
كان هذا البلد مقسَّماً بين عدة ممالك صغيرة، معظمها يتكلم لسان
الهوسا، وهي بالاسم مسلمة، ولكنّها في حرب مستمرة فيما بينها.
ولد عثمان، المعروف بشيخو (الشيخ)، في منطقة غوبير في حوالي
عام 1754 م. كان أبوه فوديو فولانياً من عشيرة " توردة "، وكان شيخو
وأخو عبد اللّه قد نشآ على تعاليم الإسلام على المذهب المالكي.
في سن مبكرة، زار مدينة "أغادير" الصحراوية، حيث استقبله
201