كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

بعد تفسيم دولته، اعتزل شيخو الناس، وسخّر نفسه لحياة
التعليم، أولاً في سيفاوة، ثم في مدينة سوكوتو. وهنا مات في سنة
1817 م، ودُفن داخل جدران المدينة، حيث ما زال قبره مكانأ
للزيارة.
عبّر شيخو قبل موته عن أمنيته في أن يكون ابنه بيلّو خليفته أميراً
للمؤمنين، وعندما مات شيخو كان أخوه عبد اللّه في غواندو، على بعد
ستين ميلاً. وعندما سمع بموت شيخو سار مباشرة إلى سوكوتو،
ولكن في الوقت نفسه كان بيلو قد اختير رسمياً أميراً للمؤمنين، وأغلق
بوابات المدينة في وجه عمه.
أما البابان الثالث والرابع للكتاب، فهما يتركزان على شخصية
الإمام الشهيد حسن البنا وجماعة "الإخوان المسلمين ".
ولد حسن البنا في المحمودية بمصر عام 906 ام، لأسرة بسيطة،
فقد كان والده يعمل مأذوناً، ويبدو أنّ مقومات الزعامة والقيادة كانت
متوفرة لديه، ففي (مدرسة الرشاد الإعدادية) كان متميزًا بين زملائه،
ومرشحًا لمناصب القيادة بينهم، حتى إنّه عندما تألفت (جمعية
الأخلاق الأدبية) وقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيسًا لمجلس إدارة هذه
الجمعية.
غير أنَّ تلك الجمعية المدرسية لم تُرضِ فضولَ هذا الناشىء،
وزملائه المتحمسين، فألفوا جمعيةً أخرى خارج نطاق مدرستهم،
سموها (جمعية منع المحرمات) وكان نشاطها مستمدًا من اسمها،
عاملاً على تحقيقه بكل الوسائل، وطريقتهم في ذلك هي إرسال
203

الصفحة 203