الخطابات لكل من تصل إلى الجمعية أخبارُهم بأنهم يرتكبون الاثام،
او لا يُحسنون اداء العبادات.
ثم تطوّرت الفكرة في راسه بعد ان التحق بمدرسة المعلمين
بدمنهور، فألف (الجمعية الحصافية الخيرية) التي زاولت عملها في
حقلين مهمين هما:
ا - نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، ومفاومة المنكرات
والمحرمات المنتشرة.
2 - مفاومة الإرساليات التبشيرية التي اتخذت من مصر موطئا،
تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب، وتعليم التطريز، وإيواء الطلبة.
بعد انتهائه من الدراسة في مدرسة المعلمين، انتقل إلى القاهرة،
وانتسب إلى دار العلوم، واشترك في (جمعية مكارم الأخلاق
الإسلامية) وكانت الجمعية الوحيدة الموجودة بالقاهرة في ذلك
الوقت، وكان يواظِبُ على سماع محاضراتها، كما كان يتتبع المواعظ
الدينية التي كان يلفيها في المساجد حينذاك نخبة من العلماء العاملين.
ويبدو ان فكرة الإخوان قد تبلورت في رأسه أول ما تبلورت وهو
طالب بدار العلوم، فقد كتبَ موضوعًا إنشائيًا كان عنوانه "ما هي آمالك
في الحياة بعد أن تتخرّج؟ "، فقال فيه: "إن اعظم آمالي بعد إتمام
حياتي الدراسية أمل خاص، وأمل عام". وفي مارس من عام 1928
تعاهد مع ستة من الشباب على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في
الإسماعيلية وهم: حافط عبد الحميد، احمد السكري، فؤاد
إبراهيم، عبد الرحمن حسب اللّه، إسماعيل عز، وزكي المغربي.
204