كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

القاتل، ويأخذ رقمها وهو رقم "9979" والتي عُرِفَ فيما بعد أنها
السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث
الجنائية بوزارة الداخلية، كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام
1952 م. لم تكن الإصابة خطرة، بل بقي البنا بعدها متماسك القُوى
كامل الوعي، وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة، ثم نُفل
إلى مستشفى القصر العيني فخَلع ملابسَه بنفسه.
لفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد
منتصف الليل، أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الاغتيال،
ولم يعلم والده وأهله بالحادث إلا بعد ساعتين أخريين، وأرادت
الحكومةُ أن تظل الجثة في المستشفى حتى تخرج إلى الدفن مباشرة،
ولكن ثورة والد الشهيد جعلتها تتنازل فتسمج بحمل الجثة إلى البيت،
مشترطة أن يتم الدفن في الساعة التاسعة صباحاً، وألا يقام عزاء!.
اعتقلت السلطةُ كلَّ رجلى حاول الاقتراب من بيت البنا قبل الدفن،
فخرجت الجنازة تحملها النساء، إذ لم يكن هناك رجل غيرُ والدِه
ومكرَّم عبيد باشا الزعيم القبطي الذي كان تربطه علاقة صداقة بالأستاذ
حسن البنا.
وفي خاتمة الكتاب، تدعو المؤلفة المسلمين إلى أن يستيقظوا
حيث تقول: " في الوقت الذي تعمل فيه شرور الإلحاد المادية المدعومة
من جميع القوى التي تملك التكنولوجيا الحديثة على تدميرنا روحياً
وحضارياً وسياسياً ليلَ نهارَ دون توقف؟ نختار نحن المسلمين بدلا من
الالتزام بالدين والإيمان العميق باللّه سبحانه وتعالى، وبحبله المتين في
جهد موحد ضد أعدائنا الحقيقيين. . . نختار ببلاهة السير على طريق
الحضارة الأجنبية الغربية بأمل خادع في نيل الكرامة الاجتماعية، ومتاع

الصفحة 206