كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام
المودودي ابويها وطمأنهما على ابنتهما التي ستجد كلَّ الرعاية
والاهتمام، وفعلاً حزمت حفائبها، وتركت نيويورك سنة
382 ا هـ=962 ام، واتجهت إلى لاهور بالباخرة.
فيالها من رحلة شاقة! لكنَّ الإيمانَ العظيمَ يذلِّلُ الصعاب
والمشاق، والغريب أنها وقفت في الإسكندرية، ونزلت من الباخرة،
فصادفت مسجداً فصلَّت فيه، فساًلها الإمام عن وجهتها فأخبرته انها
ذاهبة إلى باكستان، فما كان منه إلا أن قال لها (غفر اللّه له): هل أنتِ
غبيةً لتتركي أمريكة؟!.
فانظروا رعاكم اللّه إلى هذا الإمام الغبي في مقابل صبر مريم جميلة
على ما واجهته!.
ثم إنّها وصلت إلى لاهور، وأحسن الأستاذ المودودي استقبالها،
وأسكنها في بيته سنتين، ثم إنّه زوَّجها من أحد اتباعه، وهو محمد
يوسف خان، وهو متزوِّج من أخرى من قبلُ، وله منها خمسة أولاد،
وهي تعيش إلى اليوم مع ضرتها في بيت واحد في لاهور، ولها ابنان
وابنتان واثنا عشر حفيداً، وهي سعيدة بحياتها وراضية بها، ولم تفكر
يوماً بمغادرة لاهور إلى أمريكة التي يتمنى الكثيرون الذهاب إليها
والعيش فيها.
هذه المرأة المؤمنة لم تمانع في التعدد، وقد اقتنعت به، وهي
ما زالت في أمريكة، وكانت تحزن من المانعين له، او من المبررين له
تبريراً ضعيفاً، ثم طبّقته بنفسها في لاهور.
والطريف أنها عرضت على المودودي الزواج منها لكنّه اعتذر.
21
الصفحة 21
224