ذلك أمرٌ غير ممكن في القرن العشرين! وأنّ التعصّبَ وحده هو الذي
يدعو إلى التفكير فيه! ".
عبمكلأ-! ي
وأخيراً ينتقل المؤلف إلى قضية لعلها أخطر قضايا الكتاب وأدقها
جميعاً. إنّها قضية الأقلية المسلمة في الهند، التي زادت قلة بعد تقسيم
شبه القارة إلى دولتي الهند وباكستان.
وقد لا يدرِكُ القارىءُ لأول وهلة سرَّ الاهتمام الكبير الذي يوليه
المؤلف هذه الأقلية الموزعة في أرجاء الهند. ولكنّه يفصج عن نفسه
تماماً في نهاية الفصل، ومرة أخرى في نهاية الكتاب.
إنّه يقول بعد شرح طويل دقيق لأحوال المسلمين في الهند.
والضغط العنيف الذي يقع عليهم من الهنود، الضغط السياسي
والاجتماعي والاقتصادي، وبعد أن يبدى أمله في أن يخفَّ هذا الضغط
في المستقبل، ويتاح للمسلمين أن يجدوا فرصة للبقاء والاستمرار. . .
يقول بعد ذلك: "إنّ هؤلاء المسلمين يواجهون حالة لم يواجهوها في
تاريخهم كله منذ بدء تاريخهم إلى اليوم.
إنّهم ليسوا أقلية مقهورة مغلوبة على امرها كالأقلية المسلمة في
روسية أو الصين، التي لا تملك من أمر نفسها شيئاً، ولا ينتظر منها أ ن
تصنع شيئاً في مواجهة الفوة الهائلة التي تفهرها. وهم في الوقت ذاته
ليسوا من الفوة والكثرة والتجمع بحيث يقيمون المجتمع الإسلامي
المستقل، ولا الدولة المسلمة الفائمة بذاتها، كما تفرِضُ تعاليم
الإسلام على المسلمين. وإنّما هم أقلية تشارك مشاركة حرة هكذا يقول
المؤلف أو لعّله يرجو: "في حكم دولة كبيرة غير مسلمة. يشاركون
218