كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

بالتمثيل في البرلمان، والتمثيل في الحكم المحلي، وولاية الوظائف
العامة التي تصل إلى رئاسة المجالس الإقليمية، وإلى مناصب
الوزارة، ولكنّهم في الوقت ذاته لا يكوّنون مجتمعاً مسلماً، ولا دولة
مسلمة.
حالة جديدة غير ما مرَّ بالمسلمين في تاريخهم كله، حيث كانوا
دائمأ إما غالبين حاكمين، وإمّا مغلوبين على أمرهم ومحكومين
بغيرهم، ولكنّهم لم يكونوا قط "أحراراً" ومع ذلك فهم عاجزون عن
تحقيق كيانهم الذاتي المستمد من حقيقة كونهم مسلمين0
ويهتمُّ المؤلف اهتماماً بالغاً بهذه الحالة الجديدة الفريدة، ويشيد
إشادة بالغة بروح "التعقل" التي استولت على هذه الأقلية المسلمة
المحصورة في الهند، والتي جعلتها تتنازل - لأول مرة - عن مفهوم
أساسي من مفاهيم الفكرة الإسلامية. . من اجل أن تعيش.
ولا يدعك المؤلَفُ في حيرتك تتساءل عن سزَ هذا الاهتمام البالغ
بمأساة هؤلاء الناس. فهو يشرح لك بنفسه، بغير حاجة إلى تأويل.
إنّ هذه الالمحلية المسلمة في الهند ليست - في نظره - حالة فريدة،
وانما هي حالة رمزية. . . ترمز إلى وضع المسلمين كله في العالم
الحديث! فالمسلمون في العالم الحديث أقلية حرة، مشاركة في حكم
عالم أكبر منها، لا يدينُ بالإسلام. وعليهم - كما فعل مسلمو الهند-
أن يتنازلوا عن ذلك المفهوم الأساسي من مفاهيم دينهم، وهو الحياة في
مجتمع مسلم قائم بذاته، في ظل حكومة مسلمة مستقلة الكيان. . لكي
يتمكنوا من الحياة!
ما رأيُ الكاتب إذن لو جاءه أحدُ الشيوعيين يقول له: إنّ الغرب
219

الصفحة 219