كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

"الديمقراطي " أقلية عددية بالنسبة للعالم الشيوعي، وإنّ عليه أن يتنازلَ
عن مفاهيمه الديمقراطية لكي يستطيع أن يعيش في العالم الحديث؟!.
ويختتم المؤلف كتابه بفصل قصير يقع في ثماني صفحات، تحسُّ
فيه كأنما عاد إلى الروح التي كتب بها الفصل الأول من الكتاب، روح
الإنصاف والعدالة والارتفاع عن التحيز المعيب. . .
إنّه يقول: إنّ العالم اليوم بروحه المادية الغارقة في المادية، قد ذاق
كثيراً من الشقاء والقلق والانحراف والاضطراب. وإنّه لابدّ متطلع غداً
إلى روحانية ترفعه من وهدته الهابطة، وترد له ايمانه باللّه والعالمِ
الاَخر، كحقيقة واقعة مؤثرة في واقع الحياة. وانّه لا يستبعد أن يكون
الإسلامُ هو عقيدة المستقبل للعالم كله. العقيدة التي تنقذه من ورطته،
وترد إليه الهدوء والاستقرار.
نعم! ولكن أفيُ إسلام هذا الذي يريده المؤلف عقيدةً لعالم الغد؟
يقول: إنه الإسلام المتطور! فهل يقصد إسلام تركية في القرن العشرين؟.
ء- * كو
مهما يكن من شيء فهذا الكتاب يستحقُّ أن يُقرأ، وأن يُقرأ بإمعان.
فالمسلمونَ ينبغي أن يروا صورتهم في مرآة الاَخرين، مشوهة كانت ا م
غير مشوهة، ليعرفوا عيوبهم الحقيقية، وعيوبهم المدعاة، ويحاولوا
أن يستفيدوا مما يوجَّه إليهم من النقد، ليحددوا وضعهم في العالم
الحديث.
إنني شخصيأ قد أفدت من هذا الكتاب فائدتين عظيمتين:
الأولى: هي الإحساس بمدى أهمية العالم الإسلامي في التاريخ
220

الصفحة 220