كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام
ولم أترك والديَّ في سلام حتى اصطحباني إلى القسم السوري في مدينة
نيويورك حيث اشتريتُ مجموعة من التسجيلات العربية.
كان أبواي واقاربي وجيراني يعتقدون أنّ اللغة العربية وكذلك
الموسيقا العربية مخيفة وغريبة، وتسبب الإزعاج لاَذانهم، لأنها
محزنة، وكنتُ كلّما أبدأ بالاستماع، طلبوا مني إغلاق جميع الأبواب
والنوافذ في غرفتي خوفاً من الإزعاج.
وبعد أنْ هداني اللّه إلى الإسلام في عام 961 ام، كنتُ أجلس
ساعات طويلة في المسجد بنيويورك لكي أتمتع بالاستماع إلى
تسجيلات تلاوة القران الحكيم بصوت كبير القرّاء المقرىء المصري
عبد الباسط محمد عبد الصمد.
وفي يوم الجمعة لم يفتح الإمام الأشرطة كعادته (وقت صلاة
الجمعة) حيثُ كان في المسجد ذاك اليوم ضيف! خا صشا! قصير
القامة، أسود اللون، يرتدي لباساً متواضعاً، فقام على المنبر ليقدّم لنا
نفسه كطالب من زنجبار، ثم تلا سورة الرحمن كاملة. وكان صوتُهُ
رائعاً للغاية، حيث لم أستمع إلى مثل هذه التلاوة المؤثّرة حتى من
المقرىء عبد الباسط. كنتُ معجبةً غاية الإعجاب بصوته المؤثر،
وأسلوب تلاوته العذب، فخطر على بالي أنّ سيدنا بلالاً رضي اللّه عنه
كان يتمتّعُ بمثل هذا الصوت الرائع الجميل.
يعود تاريخ رغبتي واهتمامي بالإسلام إلى الفترة التي كنت فيها طفلة
في العاشرة من عمري، حيث كنت أحضر الدروس التي تقيمها مدرسة
الأحد اليهودية الإصلاحية، ونمى لدي اهتمالم كبير بالعلاقة التاريخية
بين اليهود والعرب. ومن خلال الكتب المدرسية اليهودية، علمتُ أنّ
24
الصفحة 24
224