كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام
نبيَّ اللّه إبراهيم عليه السلام كان أباً لكلٍّ من العرب واليهود، وقراتُ
كيف حوَّل الاضطهادُ النصرانيُّ في وقت لاحق من القرون الوسطى
حياتهم إلى عدم التعايش والصراع الديني، مع أنَّ المسلمين استفبلوا
اليهود في إسبانية المسلمة (الأندلس) بكل رحابة صدر، مما يدل على
ان هذا التسامج الخاصّ بالحضارة العربية الإسلامية ساهم بشكل كبير
لتصل الئقافة العبرية إلى أعلى ذروتها من الإنجازات الئقافية والتقدم
العلمي.
بسبب جهلي المطبق بالطبيعة الحقيقية للصهيونية، ظننتُ بسذاجة
انّ اليهود بدؤوا يعودون إلى فلسطين من أجل تعزيز علاقتهم الوطيدة مع
أبناء عمومتهم واقربائهم الساميين في الدين والثقافة. بالإضافة إلى
ذلك، كنت اعتقدُ أنّ اليهود والعرب سوف يتعاونون ويعملون معاً
لتحقيق عصر زاهر وذهبي من الثقافة في الشرق الأوسط.
وبالرغم من ولعي الشديد بدراسة تاريخ اليهود، كنتُ غيرَ مسرورة
بمدرسة الأحد. وفي ذلك الوقت بالذات، ووجدتُ نفسي بقوة مع
الشعب اليهودي في أوروبة، ئم المعاناة الرهيبة التي عاناها اليهود من
قبل النازيين، وصُدِمْتُ لأنّ أحداً من زملائي ورفاقي في الدرس
وكذلك اباؤهم لم يأخذوا دينهم على محمل الجِدّ.
وخلال الخدمات في الكنيس اليهودي، كان الأطفال يقرؤون
شرائط فكاهية مخبأة في كتب الصلاة، ويضحكون استهزاءً بالطقوس
الدينية، وكانوا صاخبين وغير مهذّبين، حتى إنّ المدرسين لم يتمكنوا
من تأديبهم وتهذيبهم، ووجدوا من الصعب جداً عقد الدروس.
أمّا الجو في البيت بالنسبة لممارسة الشعائر الدينية، فكان مختلفاً
25
الصفحة 25
224