كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام
إلى حدٍّ كبير عن الذي كنا نعيشُه في مدرسة الأحد، فكانت اختي
الكبيرة قد كرهت مدرسة الأحد لحدِّ أنَّ أمي في كثير من الأحيان كانت
توقظُها كلَّ صباح بشدّة وصعوبة، ولم يمرّ يولم دون أن تبكي وهي
تستيقطُ وتتلفّظ بكلمات صاخبة. وأخيراً قرر والدي السماح لها
بالرحيل، وتركها وشأنها.
وفي الأيام المقدسة لعطلات اليهود، كان والدي يصحبنا إلى
المنتجعات والمنتزهات بدلاً من حضور الكنيس وصيام يوم الغفران
"كيبور" لكي نستمتع بالعطلة، ونأكلَ في المطاعم الجيدة. وعندما
أقنعت أنا واختي أبوينا بمعاناتنا في مدرسة الاحد، قاما بضمنا إلى
منظمة إنسانية ملحدة معروفة باسم "حركة الثقافة الأخلاقية ".
أمّا عن منطمة (حركة الثقافة الأخلاقية) هذه، فقد تأسست في
أواخر القرن التاسع عشر من قبل فيليكس ألالدر. وفي اثناء دراسة
الشعائر الدينية، اقتنع فيلكس ألالدر بأنَ الاهتمام بالقيم الأخلاقية هو
نسبياً من صنع الإنسان، ويشكل ديناً يصلج للعالم المعاصر بأسره.
وكنت أحضر إلى مدرسة الأحد الثقافية الأخلاقية كلَّ اسبوع ابتداءً
من سن الحادية عشرة حتى تخرّجت فيها وكنت في الخامسة عشرة من
عمري. ومن هنا سنج لي أن اطلع على أفكار الحركة تماماً، وبدأتُ
انظر إلى جميع التقاليد والأديان بازدراءً وسخرية.
ولمّا بلغتُ الثامنةَ عشرةَ من عمري، انضممتُ إلى حركة صهيونية
شبابية معروفة باسم ميزراشي هاتزير (عأكاه! أكاها أطحكا! أ 2 أالاأ)، ولكن
سرعان ما علمتُ أن الطبيعة الصهيونية الحقيقية هي التي خلقتِ العداء
بين اليهود والعرب إلى درجة أنّه لا يمكِنُ التعايش بينهما، ووجدتُ
26
الصفحة 26
224