كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام
علي، فأعجبتُ بها، حيث بدأتُ افكّر لمن تنتمي هذه المجلدات
الضخمة.
وقبل أن يبدا البروفيسور كاتش محاضرته، جلستْ إلى جانبي فتاة
طويلة القامة، نحيلة الجسم، كثيفة الشعر، وكان مظهرُها مميزاً
ومنفرداً. فخطر على بالي بأنّها طالبة أجنبية من تركية أو سورية او من
أية دولة أخرى من الشرق الأدنى. أما معظم الطلاب الاخرين، فكانوا
شباباً يرتدون القلانس السود كحاخامات اليهود، والذين أرادوا أ ن
يصبحوا حاخامات المستقبل. ولم يكن في الصف من البنات إلا نحن
الاثنتان، وبينما كنا نغادر المكتبة ظهيرة ذلك اليوم، قدّمتْ لي
نفسها، حيث قالت لي: إنّها ولدت في عائلة يهودية أرثوذكسية،
وهاجر أبواها من روسية إلى أمريكة قبل بضع سنين من ثورة أكتوبر
917 ام هروباً من الاضطهاد والعدوان. ولاحظتُ أن صديقتي الجديدة
تتكلّم الإنكليزية بكل دقة وحذر مثل الأجانب، فهي نفسُها أكدت لي
هذه التكهنات، فأبلغتني أن عائلتها واصدقاءهم لا يتكلمون إلا اللغة
اليديشية فيمابينهم. ولم تتعلّم اللغة الإنكليزية إلابعد الالتحاق
بالمدارس العامة. وقالت لي: إنّ اسمها كان زينيتا ليبرمان، ولكن في
محاولة التقارب مع الأمريكيين، غير والداها اسم العائلة إلى
(ص! ول! لأ)، بالإضافة إلى تعلم العبرية من والدها، وقد قالت لي: إنّها
تنتهزُ وقت الفراغ لتعلم اللغة العربية.
ودون إنذار مسبق قررت زينيتا قطع الدراسة، مع أنني واصلت
حضور المحاضرات إلى نهاية الدورة، لم تعد زينيتا نهائياً إلى
الدروس. ومضت اشهر هكذا، وكأني نسيتها، وفي يوم من الأيام
فاجأتني بالاتصال بي، وطلبت مني الاجتماع معها في متحف الميترو
29
الصفحة 29
224