كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام
كلاماً إلهياً وليس من تأليف النبي ع! يم كمايدعي المستشرقون
الحاقدون، فهذا الجواب كان مقنعاً للأسعلة المهمة والمتعلقة
بالحياة، والذي لم اجده في مكان اَخر.
في مرحلة الطفولة، كنتُ خائفة من الموت، وخاصة عندما افكر
في موتي في الكوابيس، كنت أوقط أبويَّ باكية في منتصف الليل،
وعندما سألتهما لماذا عليَّ أن أموت؟ وما الذي سيحدثُ لي بعد
الموت؟ كان ردّهما: عليكِ أن تتقبلي هذه الظاهرة التي لا مفرّ منها.
ولكن كان الاقتناع بذلك بعيد المنال، لأنّ العلوم الطبية كانت تتقدّمُ
باستمرار، ربما وددتُ ان أعيش مئة سنة. وكان ابويّ وجميع صديفاتي
قد رفضوا تصوّر الاَخرة معتبرينها هي ويوم الدين، وفكرة الجزاء
والعقاب، والجنة والنار خرافة، لأنّها من المفاهيم التي كان لها صلة
بالعصور الماضية.
وبطبيعة الحال، تصفّحتُ من دون جدوى صفحات (التلمود)
لأعثر على مفهوم واضج للَاخرة لا لبسَ فيه. فوجدتُ في (التلمود) أنّ
الأنبياء والرسل والأحبار المذكورين في (الإنجيل) سوف يتلقون
المكافاَت أو العقاب في هذه الدنيا.
أما قصة نبي اللّه أيوب (؟ هأ) عليه السلام فهو نبطي، أهلك اللّه كلَّ
من أحبه، وما ملكه، وابتلاه بمرض لامتحان قوة إيمانه. واشتكى
النبي أيوب إلى ربه: لماذا يجعل الرجل الصالح يعأني؟! وفي نهاية
القصة، يعيدُ اللّه له كل ما خسره في هذه الدنيا، ولكن لم يذكر شيئاً
عن ما يحدث له في الاَخرة.
على الرغم من أنني لم أجد ذكر الاخرة في (العهد الجديد)،
35
الصفحة 35
224