كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

كما هي في القرآن الكريم، فإنها في العهد القديم مبهمةٌ وغامضة.
كما لم اجد الإجابةَ عن سؤال الموت في اليهودية الأرثوذكسية،
حيث إنّ (التلمود) يلقِّنُ أنَّ الحياةَ ولو كانت هي الاسوأ، فإنها أفضلُ
من الموت. وكان أبواي يؤمنان بالفلسفة التي توجب على المرء أ ن
يتجنّب التفكير في الاخرة، ويتمتع بأفضل ما يمكن له من سعادة الحياة
الدنيوية، ورخائها. كما يقول الشاعر العربي إيليا أبو ماضي:
تمتّع بالصبجِ ما دمتَ فيه ولا تخفْ أن يزولَ حتى يزولا
وكان لهما رأي خاصق في هذا الباب. ووَفْق اعتقادهما فإنّ مقصد
الحياة هو الاستمتاعُ بها، فالسعادةُ هي التي تتحقق من خلال التعبير عن
الذات وَفْقاً لمواهب المرء، ومحبة الأسرة، والصداقة المشتركة
العميقة، والعِيشة الهنية، والانغماس في الملاهي المتنوعة، التي
تتوفر في أمريكة! إنهما زرعا التصوّر السطحي للحياة كأنّه ضمانٌ
لاستمرار سعادتهما وسرورهما.
ومن خلال التجربة المريرة، أدركتُ أنّ الانغماس الذاتي لا يؤدي
إلا إلى البؤس، ولم يتم تحقيق أي إنجاز كبير أو صغير دون النضال
والكفاح والصبر والمثابرة، والتواضع، وإنكار الذات في تاريخ
الإنسان.
فمنذ نعومة أظفاري، اردتُ دائماً أنْ أحقق إنجازاً مهماً في
حياتي، وقبل وفاتي. اردتُ أن أتأكد من أنَّ حياتي لا تضيع في
السيئات والمعاصي او في أشياء لا تعنيني.
كنتُ فتاةً جادة للغاية طوال حياتي، ودائماً أمقتُ وأكره العبثَ
36

الصفحة 36