كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام
واللامبالاة، وهما السمتان الغالبتان على الثقافة المعاصرة. فذات مرة
أقلقني وأزعجني أبي بمحاولته إقناعي بأنّه لا توجد هنالك أية قيمة
ثابتة، وذلك لأنّ كل شيء في هذا العصر الحديث يفبل الاتجاهات
الراهنة، ولا مفر من ذلك، وعلينا أن نتكيّفَ معها مهما كان الثمن.
وحيث إنني كنتُ أرغب في إنجاز شيء من شأنه أن يدوم إلى الأبد.
ومن خلال قراءتي للقراَن الكريم، أدركتُ أنّه يمكنني تحفيق هذا
الطموح، فالقراَن هو الذي يقول: " إِنَّا لَا نضُيعُ أَتجرَ مَن أَخسَنَ عَمَلًا"
أ الكهف: 30). ولو لم يتلقَّ الانسان العرفان والتقدير على أعماله
الصالحة في هذه الدنيا، فإنّ جزاءه موفورٌ في الاَخرة لا ريبَ في ذلك.
وعلى العكس من اعتقاد أبي، ف! نّ الفراَن الكريم يخبرنا أنّ الذين
يسلكون المناهج الأخلاقية غير التي قرّرها اللّه سبحانه وتعالى للإنسان
لتحقيق السعادة في الدنيا والاَخرة، فإنّ أعمالهم تذهبُ هباءاً
ً (1)
منثورا، مهما كان مدى إنجازهم في هذه الدنيا الفانية من الازدهار
والتقدم والرقي والنجاح، سوف يكون مصيرُهم يوم القيامة مصيرَ
الخاسرين، وذلك هو الخسران المبين.
كما يعلمنا القراَن الكريم بأنه يجب علينا أن نتخلّى عن الأنشطة
والأعمال التي لاطائل منها حتى نتمكنَ من أداء واجبنا الديني،
كما فرضه اللّه علينا تجاه أبناء جلدتنا بشكل مطلوب.
(1)
وهذه التعاليم القرآنية والإرشادات الالهية نجدها أكثرَ تفصيلأ في
شرطا قبول الأعمال الصالحة في الإسلام الإخلاص وموافقتها لما
شرعه اللّه (ن).
37
الصفحة 37
224